كلمة ((الاتحاد)): سيبقى وجودك حاضراً يا ماير فلنر!!

يجري اليوم الاحد في مقبرة اليركون في مدينة تل- ابيب تشييع جثمان قائد الحزب الشيوعي الاسرائيلي خلال عشرات من السنين واحد مؤسسي الجبهة والدمقراطية للسلام والمساواة وممثل الحزب الشيوعي والجبهة في الكنيست خلال اربعين سنة، خالد الذكر ماير فلنر.
ان الاقلية القومية العربية الفلسطينية، الجماهير العربية، التي بقيت متجذرة في ارض الوطن تكن التقدير والاحترام للدور الطليعي والريادي لماير فلنر وحزبه الشيوعي في الدفاع عن قضاياها القومية واليومية ومواجهة سياسة القهر القومي والتمييز العنصري ونهب الاراضي العربية التي انتهجتها حكومات اسرائيل المتعاقبة.
اهالي كفر قاسم وجماهير شعبنا وانصار حقوق المواطن والانسان لن ينسوا ابداً الوقفة البطولية للراحل ماير فلنر ورفيق دربه وتوأمه على طريق النضال الطويل القائد الشيوعي العريق توفيق طوبي، امد الله في عمره، في اختراق حواجز الموت التي فرضتها قوات حكومة المجازر والوصول عبر مسالك وعرة الى كفر قاسم النازفة دماً والكشف عن المجزرة الدموية الرهيبة التي ارتكبتها قوات سلطة الجرائم بحق الناس الابرياء من اهالي كفر قاسم/ من نساء وشبان وشيوخ لا ذنب ارتكبوه سوى انهم عرب ولهذا حكم عليهم مخطط الجريمة الذبح بهدف الترحيل. توفيق طوبي فضح جريمة السلطة بين اوساط الرأي العام العالمي والمحلي وماير فلنر هتك عرض ستار الصمت التي حاولت السلطة فرضه لاخفاء جريمتها، فمن على منصة الكنيست هدر صوته مجلجلاً كاشفاً عمق الجريمة المخضبة بدماء الابرياء. وما ان بدأ حديثه حتى هرب نواب الاحزاب الصهيونية من قاعة الكنيست مثل الفئران المذعورة، فصرخ ماير فلنر بمقولته المشهورة "تقتلون وتهربون" فاضطروا الى العودة الى مقاعدهم.
الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الشرعية وانصار السلام العادل في كل مكان لن ينسوا ابداً المواقف البطولية لماير فلنر كمناضل عنيد ضد الاحتلال الاسرائيلي ومن اجل زواله ودرنه الاستيطاني من جميع المناطق المحتلة الفلسطينية والسورية وانجاز الحق الفلسطيني المشروع باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. هذا الموقف الشيوعي المبدئي والعنيد كاد ان يودي بحياته. فادانته للحرب وللاحتلال بعد حرب حزيران ومطالبته حكومة العدوان بالانسحاب الفوري من المناطق المحتلة وفي وقت هللت فيه الاحزاب الصهيونية من يمينها الى يسارها دعماً للحرب والاحتلال اثارت حفيظة قوى اليمين والاستيطان الى درجة قيام احد زعرانها من حزب الحيروت، من المجرمين بمحاولة اغتيال ماير فلنر وطعنه بالسكين. ولم يثنه هذا عن مواصلة دربه الكفاحي بشجاعة وجرأة ووعي شيوعي في قيادة الحزب والجبهة على ساحات الوغى من اجل انجاز السلام العادل على اساس الشعار الواقعي "دولتان لشعبين" اسرائيل وفلسطين، ومطالبة حكومة اسرائيل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وبالحقوق الوطنية الفلسطينية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية.
كان ماير فلنر اممياً حتى العظم ومفكراً مبدعاً ومناظلاً صلباً، وسيبقى وجودك حاضراً يا ماير فلنر واقوى من الموت وغياب الجسد.

(الاتحاد)
الاحد ‏2003‏-06‏-08‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع