" لكي يكون الانسان شيوعياْ جيداْ يجب أن يكون له قلب شيوعي لا مجرد فكر شيوعي . الشيوعية أو المشاعية كما أحب أن أسميها موقف وجداني مؤنسن بحب الناس وكره الدولة والأغنياء وأهل الدين . وهذا الموقف يأتي الانسان من داخله ولايحتاج الى معرفة اضافية "
ــ هادي العلوي في مدارات صوفية ــ
النبل وصلابة العقيدة والبساطة كانت صفاته ، حاولوا اغتياله في العام 1967 بسبب موقفه من عدوان حزيران عندما قالها من على منبر الكنيست: " أنتم مجرمو حرب " فاعتدى عليه حراس الكنيست وكسروا نظارته بأمر من رئيسها ومزقوا أوراقه وهو واقف يتابع كلمته الجريئة ، وبعد ذلك غدره أحد الجبناء بطعنة في الكبد نجا منها باعجوبة . وقبل ذلك في العام 1956 خاطر ماير فلنر مع رفيقه توفيق طوبي بحياتهما حين اقتحما قرية كفر قاسم وكشفا عن المجزرة وفضحا المجرمين . لقد كان ماير فلنر القائد السابق للحزب الشيوعي الاسرائيلي مناضلاْ عنيداْ من أجل حل عادل للقضية الفلسطينية , وكم كان الراحل بعيد النظر . وهاهو الان يرحل بهدوء بدون اهتمام يذكر من جل الشيوعيين والماركسيين العرب , ماعدا الفلسطينيين والاردنيين منهم , لماذا كل هذا الجفاء ؟ وفي حديث قريب مع أحد ( المثقفين ) الذي يحمل شهادة دكتوراة اكتشفت ذاهلاْ أنه لايفرّق بين اليهودي والصهيوني !! وكيف يكون ذلك وآذاننا تطرقها ليل نهار مطارق الشعارات القومجية العنصرية التي قادتنا الى الهاوية . ان الشيوعية أو الماركسية ليست عقيدة جامدة , بل موقف أخلاقي ـ اجتماعي يمكن أن يتبناه الناس من كل الملل . وسامحنا أيها الرفيق فلنر حين نضطر الى مناقشه البديهيات ونحن في القرن الحادي والعشرين . سلام الى روح اليهودي النبيل ماير فلنر , سلام الى أهل الحق أينما كانوا , وكم نحن بحاجة اليوم الى أمثالهم والأرض تميد بنا من فرط التعصب والعداء للعقل والتقدم ..