* في رثاء مَحمُود دَرويش *
من مثلك يرثيك
يا سيد الكلام
من مثلك يخصب الحروف العاقر
من ينتبه لسرب عشق ٍ في السّماء
فيومئ لأهلِهِ :
إنتبهوا إلى شؤون الملائكة هُناك !!
من يراوغ الخوف البارح
في صدور أمّهاتٍِ
يقفن على " خيط ٍ من نار "
فيصرنَ وادعات
من مِثلكَ يَمشي خفيفا خفيفا
على حبل غسيل
نشرتهُ أمّهُ منذ الصّباح
ليجفّ شوقها ولو قليلا
بعد أربعين
سنؤبنــُكَ
ونبحث عن نورس ٍ
ينقر فعل الرّحيل في اسمكَ
وعن كلمات ٍ مؤثثة ٍ أكثر
لأنه من المفروض أن نكونَ أقلّ حُزنا
وبعد عام
سنقول مرّ عام
ومر عام
والشـِّعرُ بقي حافي القدمين
وإيماءة ٌ سحرية ٌ من البحر
لن تعيد لنا الموج
على حافة القصيدة سنبقى
دون زورق ٍ
وإسمُك ، وإن لم نـُخطئ لفظ إسمكَ
لن يكون بيننا
فعُد لنا كل عام ٍ مرّة ً
في ذكرى رحيلِكَ
تفقد الكمنجات
والكناية ، والإستعارة
والموتُ في اللازورد
وجنديّة أوقفتكَ على وردةٍ بيضاء
وصاحَت بكَ:" هُو أنت ثانية ؟ "
فقلتَ لها :" نعم ، هُو أنا "
عُدت هذه المرة ، لأرثي نفسي
لأنه ليس مثلي يرثيني
(أم الفحم)
مها فتحي *
الأثنين 25/8/2008