* آن الاوان لإلزام وزارة الرفاه والشؤون الاجتماعية بتقديم الدعم المادي للطلاب ابناء العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل *
نود في البداية ان نقدم تهانينا الحارة الى جماهير التلاميذ والطلاب والاطفال في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية ورياض الاطفال، والى الهيئات التدريسية والاهالي، بمناسبة قرب افتتاح السنة الدراسية الجديدة في مطلع شهر ايلول. نأمل ان تكون سنة خير من حيث زيادة ورفع مستوى التحصيل العلمي المثمر لطلابنا والتغلب على كثير من المشاكل والصعوبات التي تخلفها سياسة التمييز القومي العنصرية السلطوية ضد مدارسنا العربية وظروف التعليم العربي. ونحن ندرك جيدا ان بسمات الفرح لن تتراقص على شفاه عدد من الاولاد في عدة اماكن لأن المدارس لن تفتح ابوابها مع بداية السنة الدراسية، بل سيعم الاضراب كما في قرية يركا وغيرها بسبب الوضع المزري الذي تعاني منه المدارس العربية في ظل سياسة التمييز القومي والتجهيل السلطوية. ومع الفرحة بتوفير العلم لاولادنا رغم جميع المصاعب والعقبات التي تضعها في الطريق سياسة التفرقة العنصرية السلطوية فان بدء السنة الدراسية يرافقها مشاكل واعباء جديدة يواجهها الاهالي من الفقراء واصحاب الدخل المحدود والهزيل من متلقي الدخل القليل من مؤسسات التأمين الوطني، مخصصات البطالة وغيرها. وتكمن هذه الاعباء والمشاكل الاضافية بالغلاء الفاحش، زيادة اسعار الكتب والحقائب المدرسية والدفاتر وجميع ادوات القرطاسية المدرسية والملابس مقارنة بأسعار السنة الماضية وفي ظل زيادة وتيرة التضخم في هذا العام بنسبة اكثر من خمسة وعشرين في المئة، مقارنة بنسبة التضخم في السنة الماضية، الامر الذي يعني تآكل وانخفاض القيمة الحقيقية الشرائية للدخل. فمعدل الانفاق على تجهيز طفل للروضة يكلف من ملبس وغيره حوالي ثلاثمئة شاقل ولتجهيز تلميذ ابتدائي اكثر من سبعمئة شاقل وكذلك الامر بالنسبة لطلاب المدارس الاعدادية والثانوية. وتصوروا عائلة فقيرة لديها ثلاثة او اربعة او خمسة اولاد في المدرسة كم سيكلفها تجهيزهم للسنة الدراسية الجديدة، وهل تستطيع تغطية هذه النفقات الباهظة حتى لو اقتطعت من رغيف خبز يومهما!!
هنالك مبادرات مباركة في عدة اماكن، في مدينة الناصرة مثلا تقوم حركة النساء الدمقراطيات بالتوجه الى الاهالي، الى المقتدرين منهم للمساهمة في عملية التبرعات من حاجيات مدرسية (لوازم مدرسية من قرطاسية وحقائب) مساعدة للعائلات غير المقتدرة اقتصاديا في البلاد ومساعدة العائلات الفلسطينية في الضفة والقطاع المحتلين، وحركة النساء تقوم بتوزيع اللوازم المدرسية على المحتاجين. وفي اماكن اخرى يجري اعارة كتب، او جمع كتب وحقائب عن طريق التبرعات. انها مبادرات مباركات ومحمودة ولكنها غير كافية، نذكر من التقاليد التي كانت سائدة في بعض المجالس المحلية العربية وفي عهد الادارات الدمقراطية التي في مركزها الشيوعيون والجبهويون كان يخصص عن طريق مكتب الشؤون الاجتماعية في هذه القرية او تلك وبقرار من الادارة الدمقراطية بتقديم دعم مادي لابناء وبنات العائلات الفقيرة المحتاجة ومن خلال الاتفاق مع مكتبات بتغطية نفقات اللوازم المدرسية للطلاب المحتاجين. وبرأينا آن الاوان لإلزام وزارة الرفاه والشؤون الاجتماعية بتقديم الدعم المادي للطلاب ابناء العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل القليل في جميع الاماكن. وكل عام دراسي والجميع بخير وفي وضع افضل.
السبت 30/8/2008