الافطار الجماعي



من تقاليدنا العربية الاصيلة ان نحرص على صيانة علاقات التعايش الاخوية القائمة على قواعد الصداقة الحقيقية والاحترام المتبادل والندية بين جميع ابناء وبنات النسيج الوطني الواحد لشعبنا، وبغض النظر عن هويات الانتماء الطائفي او العائلي او العقائدي – السياسي، اللهم سوى الارذال من العملاء بدرجات عالية من خدمة اعداء شعبنا المنبوذين شعبيا وسياسيا وشرعيا دينيا. ومن ظواهر هذه التقاليد الاصيلة ما يجري وحتى من ايام الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله (ص) باقامة دعوة الافطار الجماعي في شهر رمضان الفضيل لتناول لقمة افطار جماعية تكون بمثابة رسالة واضحة المعالم ضد التعصب الديني المقيت وضد التعصب العائلي المأساوي، دعوة لصيانة هوية الانتماء الاساسية، الهوية القومية للوطنية عنوان ومرجعية الوحدة الوطنية الكفاحية ضد اعداء شعبنا.

 

مع احترامي وتقديري لظاهرة الافطار الجماعي الحميدة، الا انه في هذا الزمن الترللي المهتوك، زمن الردة الوطنية والعهر السياسي والاجتماعي والوجهنة والرياء وتمسيح جوخ من لا يستحقون ان يكونوا من ماسحي الكنادر، في زمن المجتمع الاستهلاكي واخلاقياته الرذيلة يعملون على افراغ الافطار الجماعي من جوهره  ومضمونه ومدلوله الوطني. ففي هذه الايام ونحن نقترب من انتهاء شهر رمضان الكريم تشتد المنافسة بالدعوة لافطار جماعي، دعوة حق يراد بها باطل، دعوة يوجهها بعض المتنافسين على رئاسة او حتى على عضوية هذا المجلس المحلي او ذاك على امل ان يشتروا بلقمة "قلعاط السم" ضمائر واصواتا من هذه العائلة او تلك، من هذه الطائفة او تلك. البعض امعانا في توجهه الطائفي وتسخير الدين الاسلامي الحنيف لخدمة مصالحه الانتهازية الخاصة يدعو لافطار جماعي في الجامع!! وبحجة مواصلة صلاة العشاء والتراويح في الجامعوسيلة ثعلبية خبيثة لزرع الفرقة الطائفية ويهدف شرعنة وضمان نجاح قائمة السمسار في انتخابات السلطات المحلية ليواصل "اكل الدجاج" وليتشقبع غيره في السياج.
وظاهرة رذيلة اخرى، فان مختلف وزراء حكومة كاديما – العمل – شاس الكارثية يستغلون هذا الشهر الرمضاني الفضيل، وبالتنسيق مع خدامهم من رؤساء السلطات المحلية العربية ومن ناشطي خدمة الاحزاب الصهيونية، في تنظيم ولائم افطار جماعي. ولجذب وتلويث اسماء الرؤساء الوطنيين الجبهويين يرفقون دعوة الافطار بقضايا تتعلق بالسلطات المحلية كوسيلة لمشاركتهم!! ان حكومة تجرم بحق شعبنا الفلسطيني وتفرض حتى في شهر رمضان الفضيل الحصار التجويعي على مليون ونصف مليون انسان من شعبنا من العار ان نشاركها لقمة افطار رمضان وشعبنا لا يستطيع توفير صحن الحساء وحبة التمر ورغيف الخبز لافطاره.

 

لقد ناشدنا جماهير شعبنا في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة ومعهم اصحاب الضمير الانساني في الناحية اليهودية، بعدم التبذير في شهر رمضان الكريم وتخصيص مقابل وجبة يوم افطار واحد، اغاثة لشعبنا المنكوب والمحاصر في قطاع غزة والضفة الغربية، وكل "واد على قد سيله وقدرته". واليوم نتوجه لجماهير شعبنا بتخصيص الزكاة وتنشيط الاغاثة لمساعدة شعبنا في ادخال البسمة الى اطفاله في العيد السعيد، مع تأكيدنا ان لا فرحة حقيقية لشعب ما دام الاحتلال الاستيطاني رابضا على صدره وارضه.

الأربعاء 24/9/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع