مجمع اللغة العربية يقيم يوما دراسيّا لذكرى محمود درويش



أقام مجمع اللغة العربية يوما دراسيا لذكرى الشاعر الغائب الحاضر محمود درويش في فندق "جولدن كراون" في الناصرة حيث ابتدأ اليوم الدراسي بكلمات ترحيبية من الوزير غالب مجادلة ورئيس بلدية الناصرة السيد رامز جرايسي والبروفيسور محمود غنايم رئيس مجمع اللغة العربية.

 

 ثم ابتدأت الجلسة الأولى برئاسة البروفيسور سليمان جبران الذي افتتحها بالحديث عن محمود درويش الشاعر الظاهرة المتميزة، وما ترك من أثر على ساحة الشعر والثقافة العربية. ثم تلاه البروفيسور نعيم عرايدي في دراسة عميقة حول "الإستعارة في شعر محمود درويش" متوقفا عند الفلسفات الحضارية التي أثرت على مسيرة وتطوّر الانسان وما تركته هذه الفلسفات من أثر في ذهن وإبداع مجمود درويش، وركز حديثه حول "جدارية" درويش وما تحمله من خلفيات واعية للحوار التاريخي والفلسفي بين الانسان والطبيعة، بين الوعي البشري وقوانينه بصراعها مع قوانين الطبيعة التي تحتم الموت. ثم كانت محاضرة الدكتور فاروق مواسي حول قصيدة "إلى أمي" وتفاعل اللغة فيها فتوقف عند تركيب النص وما يتضمنه من عناصر صوتية ودلالية لاكتشاف العلاقات الرابطة بينها. ثم تحدث الأستاذ حسين حمزة حول "صورة الأم في شعر محمود درويش" مبرزا صور الأم المختلفة : الأم الذاتية ، الأم الجمعية، الأم الأرض، الأم الهوية الحضارية، الأم قصيدة.

 

وترأس البروفيسور محمود غنايم الجلسة الثانية فتحدث عن درويش الشاعر الذي شغل الناس مع كل قصيدة ينشرها وكيف أنه شكّل ظاهرة في الشعر العربي الحديث بما تميز به شعره من إبداع وتطوّر وتجديد وعمق وفكر إنساني. بعده تحدث الشاعر سالم جبران رفيق وزميل محمود درويش في سنوات الدراسة الثانوية والعمل الصحافي والأدبي عندما عملا معا في تحرير"الإتحاد" و "الجديد". فاستعاد تلك الأيام النضالية عندما كان التحدّي لسياسة الحكم العسكري ومواجهة الظلم وتثوير الجماهير وكيف كان محمود درويش عنصرا مهما في تاسيس الحركة الثقافية العربية المحلية.

 

 بعده كانت دراسة الدكتور نبيه القاسم حول "محمود درويش في حواره مع الذات" التي تناول فيها الجانب الذاتي في درويش الذي لم يُعره النقاد اهتمامهم. فتحدث عن محمود الإنسان وكيف برزت تلك الجوانب الذاتية في درويش في معظم قصائده وخاصة في كتاباته النثرية . وفي رسائلة التي كان يتبادلها مع سميح القاسم. وتوقف عند أهمية استعمال الضمائر عند محمود درويش وكيف كانت لكل ضمير دلالته، وتفضيل درويش لضمير المخاطب "أنت" لأنه الضمير الأكثرتعبيرا عن الحقيقة والصدق وكشف الذات.

 

ثم كانت محاضرة الدكتور مصطفى كبها حول "محمود درويش صحافيا ومصمما للرأي العام" فتحدث عن الفترة التي عاشها محمود درويش في البلاد في أواخر الخمسينات وسنوات الستينات من القرن الماضي حيث عمل محمود في صحف الحزب الشيوعي وكان لمساجلاته ونقاشاته وكتاباته التي كان ينشرها في صحف الحزب الشيوعي أثرها الكبير على بلورة الرأي العام العربي في البلاد.
وقد أجاب المحاضرون في نهاية كل جلسة على أسئلة الجمهور .

 

واختتم اليوم الدراسي بتوزيع خمس وعشرين منحة مالية على اسم الشاعر محمود درويش على طلاب الدكتوراه والماجستير المتخصصين باللغة العربية والمواضيع ذات العلاقة بها.

الثلاثاء 7/10/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع