مؤتمر في خدمة الاغنياء!



الرغبة في اقامة نظام عالمي اقتصادي – مالي اكثر عدلا، والمطلب العادل باقامة نظام اقتصادي مالي عالمي جديد افضل من النظام المأزوم القائم. هذه الرغبة وهذا المطلب لم يتحققا في مؤتمر الدوحة الدولي للتمنية ومواجهة الازمة المالية الاقتصادية العالمية الراهنة الذي انهى اعماله في دولة الامارات في مطلع هذا الاسبوع. فقد كان هذا المؤتمر وما تمخض عنه من بيان قرارات مخيّبا للآمال. ففي هذا المؤتمر الذي حضره وشارك فيه مسؤولون من مختلف البلدان الرأسمالية الصناعية المتطورة، من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرهما، ومن مختلف البلدان النامية، وخاصة من بلدان الخليج العربي – الفارسي، في هذا المؤتمر كان من المفروض مناقشة آليات الخروج من دوامة اعصار الازمة المالية الاقتصادية الراهنة وعملية بناء نظام مالي اقتصادي عالمي جديد. ولكن الموقف البلطجي الامريكي هيمن على المؤتمر وابحاثه ومقرراته استهدف عمليا تقزيم دور ومكانة البلدان النامية في الموقف من الازمة العالمية الراهنة ومن سبل وآليات بناء قاعدة نظام عالمي جديد. فالوفد الامريكي الى المؤتمر على لسان رئيسته اصرت بان مؤتمر الدوحة ليس المكان المناسب لبحث ومناقشة آليات بناء نظام اقتصادي مالي عالمي جديد افضل من النظام المأزوم القائم، وان هذا الامر من اختصاص مجموعة الدول الثماني الكبار ومجموعة الدول العشرين الصناعية!! وانه – حسب الموقف الامريكي – على مؤتمر الدوحة الذي تساهم فيه دول نامية، ان يساعد في دعم القرارات والمقترحات التي اتخذت في مؤتمر العشرين دولة صناعية الذي عقد في واشنطن. وتبين ان الهدف من مؤتمر الدوحة هو استثمار السيولة النقدية، استغلال مليارات الدولارات "الفائضة". في البلدان النامية المصدرة للنفط، وخاصة بلدان الخليج من السعودية الى دولة الامارات والكويت والعراق المحتل وغيرهما، في دعم عمليات الانقاذ من الازمة في الدول الصناعية المتطورة وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية وبلدان الاتحاد الاوروبي واليابان. فتحت يافطة المشاركة في تحمل اعباء خروج حيتان البلدان الرأسمالية من الازمة جاء مؤتمر الدوحة لتجنيد طريق احادي الجانب لحركة الرأسمال الاستثماري من بلدان الخليج وغيرها الى بورصات واقتصاد بلدان محاور الامبريالية، شراء اسهم وسندات وعقارات وبنوك على حافة الافلاس والانهيار في اوروبا وامريكا. وكان هذا اهم ما تمخض عنه مؤتمر الدوحة، وقد جاء وضع هذا الهدف في اطار كثير من التوصيات والمقترحات العمومية والضبابية التي عُلكت كثيرا في لقاء العشرين في واشنطن مثل قيام نظام عالمي متعدد الاقطاب والمصالح، واقامة نظام تعدد العملات وليس الاعتماد فقط على الدولار كنقد عالمي في حسابات التعامل التجاري بين الدول، تفعيل بشكل انجع صندوق النقد العالمي والبنك العالمي للتنمية. تشجيع القطاع الزراعي في البلدان النامية لمواجهة الفقر والمجاعة، زيادة الدعم المادي من البلدان الغنية للبلدان النامية ضعيفة التطور وغيرها. والواقع ان مؤتمر الدوحة للتنمية لم يكن لدفع عجلة التنمية في البلدان النامية بل للمساهمة في خدمة محاور الرأسمالية للتخلص من الازمة. فالبلدان النامية بحاجة فعلا الى نظام عالمي اقتصادي جديد اكثر عدلا مما هو قائم.
الخميس 4/12/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع