بيان 6 أيلول: نحو الإضراب العام والشامل للجماهير العربية في 1 أكتوبر 2009

حيفا مكتب "الاتحاد"- أعلنت لجنة المتابعة العليا يوم الخميس (09/9/2) عن يوم الذكرى السنوية التاسعة ليوم القدس والأقصى وأحداث أكتوبر الأسود، يوم الخميس، الأول من تشرين الأول- أكتوبر 2009، إضرابًا عامًا وشاملا للجماهير العربية الفلسطينية الباقية في وطنها.هذا ما جاء في بيان اصدرته الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ووصل "الاتحاد" نسخة عنه
واكد البيان إنّ جرح يوم القدس والأقصى غائر لم يندمل، ولن يندمل إلا باتخاذ العدالة مجراها، ومعاقبة المسؤولين السياسيين والميدانيين عن جرائم قتل 13 شابًا من خيرة شبابنا، ضحايا العدوان البوليسي المدبّر والمبيّت على الجماهير العربية في أكتوبر 2000، والتجاوب مع مطالب أكبر عريضة جماهيرية في تاريخ دولة إسرائيل، عريضة الجماهير العربية، الممهورة بتواقيع ربع مليون مواطن عربي والآلاف من التقدميين اليهود.
واضاف البيان يأتي الإضراب العام والشامل للجماهير العربية، هذه السنة تحديدًا، ردًا كفاحيًا استراتيجيا فاعلاً على تصعيد حكّام إسرائيل لسياساتهم العنصرية ضد جماهيرنا، واستفحال الفاشية وتحوّلها إلى تيار مركزي في المجتمع الإسرائيلي وفي صلب المؤسسة الحاكمة، كما يظهر بوضوح من سلسلة المشاريع والقوانين العنصرية الجديدة التي تستهدف وجود وحقوق وكرامة هذه الجماهير، ومن المخططات الاستيطانية في المثلث والجليل والنقب وخصخصة الأراضي المصادرة وأملاك اللاجئين والتهديد بهدم عشرات آلاف البيوت العربية وصولا إلى قوانين وقرارات هدر دم المواطنين العرب، والدفاع عن الإرهابيين الفاشيين، ومحاكمة شبان شفاعمرو، إلى مشاريع وقوانين منع إحياء ذكرى النكبة، وفرض النشيد والرموز الإسرائيلية، وعبرنة الأسماء، وصهينة مناهج التعليم، وإلى سياسة خنق القرى والمدن العربية وسلطاتها المحلية وإغراق المجتمع العربي في دوامات التجهيل والإفقار والبطالة والعنف، وإلى ربط المواطنة والحقوق والحريات بالولاء للصهيونية والتنكّر لحقوق الجماهير العربية القومية والمدنية، كأهل البلاد الأصليين وكمواطنين متساوي الحقوق، إلى آخره من سياسات معادية لهذه الجماهير باتت تشكّل برنامجًا تفصيليًا لمفهوم "يهودية الدولة".
واستطرد: كما يأتي هذا الإضراب لتأكيد حق الجماهير العربية، لا بل وواجبها، في الإسهام في المعركة من أجل السلام العادل والشامل في المنطقة، وحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، في حدود الرابع من حزيران 1967، ورفضًا لمحاولات حكومات إسرائيل المتعاقبة تصفية هذا الحق، من خلال بناء جدار الفصل العنصري وتكثيف الاستيطان والتهويد وفرض الأمر الواقع ، خاصة في القدس العربية المحتلة، ورفضًا للحصار الوحشي التجويعي المفروض على أهلنا في قطاع غزة، ولمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان بكافة أشكاله ومسمّياته في القدس والضفة الغربية المحتلتين، ورفع الحصار عن قطاع غزة، والانصياع لمتطلبات السلام العادل، بناءً على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرارات 194 و242 و338.
واكد البيان إن الإجماع على قرار الإضراب في لجنة المتابعة العليا إنما يؤكد عمق الشعور بالخطر والقلق من مغبّة المنحدر العنصري الخطير في اسرائيل، ويؤكد أيضًا على إصرار الجماهير العربية على البقاء والعيش الحرّ الكريم في وطنها الذي وطن لها سواه، وأنّ مطلب الساعة هو الوحدة الكفاحية في مواجهة جميع هذه التحديات، بأوسع وحدة صف في الشارع العربي، وبالتعاون مع جميع قوى السلام العادل والقوى التقدمية واليسارية في الشارع اليهودي، في مواجهة فشستة الحياة العامة في إسرائيل، والتي بالضرورة سيكون المواطنون العرب أول ضحاياها، لكنها سرعان ما ستحرق الأخضر واليابس داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.
واوضح البيان ان قرار الاضراب يأتي لاطلاق صرخة مدوية لحماية شعبنا من المد العنصري الذي بات يتطاول على وجودنا وبقائنا الذي صانه الحزب والجبهة في اصعب الظروف واشدها حلكة في ايام ما بعد النكبة ونحن إذ ندعو كل الاوساط الشعبية الى انجاح الإضراب والمسيرة الشعبية في عرابة البطّوف والالتزام بقرارات لجنة المتابعة، فإننا نحذر السلطة من التهديد والتحريض على اضرابنا الشرعي والدمقراطي لاننا طلاب حياة ومساواة وكرامة ودمقراطية.
 وقال البيان إنّ رسالة الجماهير العربية واضحة جدًا: نحن عرب فلسطينيون، ومواطنون في الدولة؛ مواطنتنا ليست منّة من أحد، فنحن أهل هذا الوطن، ومواطنتنا اشتُقت من هذا الانتماء الأصيل الذي جئناه من أكثر الطرق شرعيّة، من بطون أمهاتنا مباشرةً. من حقنا، ناهيك عن واجبنا، أن نكون جزءًا من الشرعية وجزءًا من التأثير في قضايا شعبنا الفلسطيني وفي مختلف قضايا المواطنة داخل إسرائيل. ويأتي الإضراب ليقول للمجتمع الإسرائيلي: لا تقولوا لم نسمع ولم نر ولا تقولوا لم نعرف، ويقول لحكام إسرائيل: كفى تحريضًا وكفى عنصرية، لا نقبل الا بحقّنا الطبيعي، أسوة بسائر البشر، أن نعيش بكرامة وحقوق.
واختتم البيان بالقول إنّ الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، التي ولدت من رحم يوم الأرض الخالد –قابلتها الشرعية وقابلة الوحدة الوطنية الكفاحية-، في الثلاثين من آذار 1976، يوم الإضراب المزلزل والمفصلي في تاريخ الجماهير العربية، لن تأل جهدًا في سبيل إنجاح الإضراب العام في الأول من تشرين الأول أكتوبر 2009، مستنفرةً كوادرها، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومئات ممثليها في السلطات المحلية العربية والنقابات والجامعات والمدارس غزة، ولمطالبة المجتمع الدولي في أخذ دوره ومسؤوليته لوقف  وبين النساء والشباب وعموم جماهيرنا، كي يكون الإضراب شاملا، وليشكّل صفعة مدوية لكل من تسوّل له عنصريته رفع يده على وجودنا وحقوقنا وكرامتنا وبقائنا على أرض آبائنا وأجدادنا، في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه.
الأحد 6/9/2009


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع