*والد الشهيد أحمد ابراهيم صيام في الذكرى التاسعة لهبة القدس والاقصى: "اليد على الزناد في التعامل مع المتظاهرين العرب، بينما المتظاهرين اليهود يتم التعامل  معهم بأكف من حرير*

* الابن يبقى جزءاً منك وتشتاق الى رؤيته سواء غاب ساعات أو أياما، فكيف عندما يجري الحديث عن 13شهيدا، أحمد واحد منهم قتلوا بدم بارد لمشاركتهم في مسيرة سلمية احتجاجا على دخول شارون الى باحات المسجد الاقصى الشريف"*

هذا ما صرح به "للإتحاد" الحاج إبراهيم صيام والد الشهيد أحمد صيام من بلدة معاوية خلال لقائنا معه في غرفة ابنه الشهيد والتي هي خير شاهد على طموح شاب  شق طريقه في الحياة، ولكن الرصاصات القاتلا التي أطلقها القناص كانت له بالمرصاد حيث قطعت عليه طموحاته وأحلامه ووضعت حدا لحياته بعد أربعة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ-18 .

*الاتحاد : هل لك أن تستذكر أحداث هبة القدس والاقصى وإستشهاد  فلذة كبدك أحمد؟

- صيام :" خلال أحداث هبة القدس والاقصى كنت مسافراً مع عدد من أفراد  الاسرة  الى المملكة الاردنية وسمعنا عن الاحداث من خلال وسائل الاعلام فقررنا العودة الى البلاد، وبعد أن تجاوزنا نقطة العبور كان في انتظاري عدد من الاقارب والمعارف وطلبوا مني التوجه الى مستشفى رمبام في حيفا لأن أحمد أصيب بعيار ناري بعد  مشاركته بساعات قليلة في مسيرة احتجاجية  سلمية جابت شوارع مدينة أم الفحم" .
ويتابع أبو أحمد : "  في البداية حسبت أن الاصابة بسيطة ولكن بعد وصولي الى مستشفى رمبام في حيفا اتضحت لي  الصورة  وأن وضع أحمد حرج جدا، وكماعلمت أن أحمد شارك في مسيرة في أم الفحم وخلال عودته من أم الفحم الى معاوية أصيب برصاص قناص في مفترق أم الفحم فنقل الى عيادة الحياة في المدينة وبعدأن  قام د. عفو مع عدد من الاطباء المتواجدين  بإسعافه  نقل الى مستشفى هعيمق في العفوله ومن ثم الى مستشفى رمبام في مدينة حيفا ".

*الاتحاد :هل تعتقد أن أحمد أصيب برصاصة طائشة حسب إدعاءات بعض المسؤولين ؟

- صيام :" ألادعاءات غير صحيحة على الاطلاق  لأنه تبين لاحقا أن معظم إصابات الجرحى والذين استشهدوا  كانت في الاجزاء العليا من الجسم، وأحمد كانت إصابته في الرأس وبالتحديد  في منطقة العين، لذلك أعتقد أن الرصاصة التي أصابت أحمد غير طائشة بل استهدفته، وأن الهجوم على المتظاهرين  كان سياسة مبيتة  على الجماهير  العربية حيث انتشر القناصون في مواقع ونقاط كثيرة ولذلك وقع العديد من الشهداء والجرحى وهناك ما زال العديد منهم  يعانون من إعاقات مستديمة".

*الاتحاد :ماذا تشعر في ذكرى هبة القدس والاقصى ؟

- صيام :" كأسرة نحن نتذكر أحمد كل ساعة وكل يوم،وعشية كل ذكرى لهبة  القدس الاقصى، نتذكر أحمد  ماثل أمامنا  بهدوئه وابتسامته وأخلاقه وطموحه وإصراره لبناء مستقبله، وعندما ندخل غرفته ونشاهد مكتبته، كتبه، دفاتره،سريره، حقيبته،  صور البومه الشخصي يفتح الجرح من جديد، ولكن الله اختاره الى جانبه ولا مرد لقدر الله.  ونحن فخورون بهذه الشهادة وإن كان  الفراق صعبا ومرا " .

*الاتحاد :هل لك أن تحدثنا عن أحمد  وطموحاته؟

- صيام :" أحمد من مواليد 26.9.1982 وهو أخ لميمونة، سلسبيل،  منى، عمر، محمد ، لبابة وتيماء، انهى أحمد الصف الثاني عشر بنجاح في ثانوية أم الفحم وتسجل  لكلية روبين لموضوع "صناعة وإدارة"وقبل حيث دفعنا له القسط التعليمي. وكان طموح أحمد الحصول على شهاده تؤهله لشق طريقه في الحياة، ولكن الرصاصات القاتلة التي أطلقها القناص كانت له بالمرصاد قطعت عليه طموحاته وأحلامه ووضعت حدا لحياته بعد أربعة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ-18  ".

*الاتحاد : ماهي الرسالة التي  تود أن توجهها عشية هذه الذكرى ؟

- صيام :"عشية هذه الذكرى أود توجيه رسالتين:الاولى للقيادات في الوسط العربي،صحيح اننا قدمنا 13 شهيدا ولكن كان  هناك جرحى وإعاقات ومعتقلون، وأشخاص آخرون بعد هبة القدس  قتلوا بدم بارد، فإثارة الموضوع محليا ودوليا يحرج حكام اسرائيل لذلك يتطلب منا دائما العمل لبذل جهد كبيرمن أجل  فضح هذه السياسة العنصرية وتعريتها .
أما  الرسالة الثانية:  فهي لحكومات اسرائيل، لذلك أتساءل  لماذا تبقى يد الجندي على الزناد عند التعامل مع المتظاهرين العرب، بينما التعامل مع المتظاهرين اليهود يتم بأكف من حرير ولماذا المكيال بمكيالين أليس نحن مواطنين في دولة تعتبر نفسها دمقراطية  وتتغنى بها!!".

* الاتحاد : ماذا تعني لك توصيات لجنة  "اور" ؟

صيام :" توصيات لجنة أور لم تحقق شيئا، لانها كانت توصيات غير ملزمة، ما نريده قرارات تحاكم القتلة وتقدمهم للعدالة لدفع ثمن سلب حياة أناس أبرياء لا ذنب لهم  ومن حقهم الدمقراطي التظاهر ضد تدنيس المسجد الاقصى، ما حدث هو العكس  فوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة "ماحش" برأت ساحة المجرمين وبدلاً من معاقبتهم قامت بترقيتهم، ولاظهار الحقيقة كاملة كنا كأهالي شهداء على استعداد لاخراج جثث الشهداء من القبور في حالة قيام الشرطة بإعطائنا نسبة 50% من التوصل للحقيقة  ولكن الشرطة رفضت، فنحن نعرف أن لكل جندي اسما ورقما، ومكان تمركزه معروف  ؟  وليس من الصعب التعرف على القاتل".

* ما رأيك بقرارات لجنة المتابعة هذا العام وإعلان الاضراب الشامل؟

"كلجنة شهداء طالبنا في سنوات سابقة إعلان الاضراب العام الا إنه جرى تمييع طلبنا، أما هذا العام فقرار الاضراب هو قرار صائب، لذلك يتوجب على لجنة المتابعة دائما إثارة موضوع الشهداء والاصرار على محاكمة القتلة، فالعريضة التي وقع عليها 250 الف شخص هي خطوة على الطريق الصحيح لفضح هذه السياسة  العنصرية والمعادية لنا  والاضراب العام والشامل غدا الخميس هو كذلك ".