إعرف العجب والسبب .. يَبْطُل عجب العجب

غالب سيف


وصلني يوم الأربعاء الموافق 23.6.2010 ما سموه " بلاغ صحفي"  ، من شركة " تيفن للمبادرات م.ض" ، والتي عنوانها وحسب هذا البلاغ  ، "حديقة الناصرة الصناعية ، جبل القفزة ، للمراسلات عنواننا : الحديقة الصناعية التيفن مجدال تيفن ، ص. ب 1 منطقة بريدية 24959 .. أرقام الهواتف .. واسم الموقع في الانترنيت ..  والبريد الالكتروني للسيد شوقي خطيب – مدير مشروع الحديقة الصناعية في الناصرة ". أما عنوان/موضوع هذا البلاغ  : " تلبية لدعوة صاحب المشروع ورجل الأعمال ، ستيف فارتهايمر .. عميد بنك إسرائيل ، ستانلي فيشر ، ووزيران ورئيس البلدية على رأس المشاركين في احتفال وضع حجر الأساس للحديقة الصناعية في الناصرة " .
 قيل الصراحة راحة ، وقبل الصراحة لنطرح السؤال وبصراحة : وين وما هو العجب ؟ ، كل ما هنالك هاي هِيِّه جماعة فازعين لأهلنا في الناصرة القلعة والمعشوقة ، بلد طيب الذكر رفيقنا وشاعرنا أبو الأمين توفيق زياد  والذي علمنا أن نردد ونعشق وطننا وبلادنا عندما قال :

هذه هي بلادي
وسماها ولعي
حاضري .. مستقبلي .. مهدي ولحدي

والفزعة للناصرة  لكي يقيموا لها حديقة صناعية ، وليس هذا فقط وإنما مع احتفال ومع العميد والوزراء و.. و.. و .. ، وهذا أمر مبهج بحق وحقيقة ، ولأسباب عديدة ، وأهمها أننا نحن العرب ياما تمنينا حدوث هذا التوجه تجاهنا وكل الوقت طالبنا بأن يعملوا على تطوير الصناعة في مجمعاتنا السكنية ، وأيضا نحن كرفاق يهمنا جدا تطوُّر وصمود الناصرة وكل تجمع وطيف من أبناء شعبنا لا بل تطور كل البشرية ، ولا يمكن أن ينكد علينا التطور كتطور ، وأيضا نحن كرفاق والذين فقّعوا مرارتنا وهم يحجونا  أنو دائما إحنا محاصرين من السلطة وعن طريقتنا لا يمكن أن نحصل لا على حق ولا على باطل وبهذا كانوا وما زالوا يبعدون الناس عنا وعن طريقنا طريق الكرامة والخدمات والنضال وتحصيل الحقوق والتي لا بديل لها ولا عنها .. وغيرها من الأسباب الأوجه مما ذكرت ، إذا أين العجب والغرابة ؟ .
العجب الأول أنه الظاهر عند رأس المال ( في حالتنا المُمَثّل بصاحب المشروعين ، العطاء والسلب ، ستيف فارتهايمر ) والحكومة في ناس عِزّْة وناس مِعزى .. في هذه المفارقة العجيبة ناصرتنا هي من أهل العِزّة ( وهنا أحتم وأُقسم أنه على قلبنا مثل السمن والعسل) ، ولماذا ؟ ، لأنهم حصلوا على حديقة صناعية ومساحتها 14 دونما ( وكما جاء في البلاغ  ، وليس 18 دونما و- 432 مترا وكما كتب رفيقنا مفيد مهنا في خبر نشره سابقا !! ) ، وأما المِعزى في هذه الحالة هم نحن في يانوح-جث والذين سبق و" فَضَّلوا " علينا ستيف فارتهايمر والحكومة عندما صادروا لنا " حديقتنا الصناعية" – تيفنا ..  والتي وحسب البلاغ " أقيمت أول حديقة صناعية ( في البلاد غ.س) في تيفن في العام 1985 " ، وحديقتنا/منطقتنا الصناعية  هذه وللمقارنة مساحتها 2400 دونم وفيها اليوم 70 مصنعا ويعمل فيها 3500 عامل وعاملة  ، وليس فقط المصادرة آذتنا وخربت بيتنا ، وإنما الذي عِشناه منذ أن اتفقت وقررت هذه الجهات الاستيلاء على قلبنا النابض هذا في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وحتى اليوم ونحن تحت حصار وتضييق ومناكدة متواصلين تقودهم الحكومة وخدمة لهذا الرأسمالي والذي لا ينقصه شيء ، يعني بالمشبرح زلمة مش معاوز  ..  وأما أوج ما عملته قواهم وأذرعهم المالية والاقتصادية والرسمية والعلنية والخفية والإعلامية ، وفي زمن الاحتفال هذا بالذات ، أن جاءت لنا بمصيبة  حل مجلسنا وتنحية منتخبينا بمن فيهم رئيس المجلس وأعضاء المجلس المنتخبين (وأيضا الذين خدموهم من حيث يدرون أو لا يدرون).. حيث أصبحت صرخة الشاعر احمد فؤاد نجم والتي أطلقها لصالح إخوتنا الغزاوية تنطبق علينا بالتمام والكمال :

يا حبابي يالغزاوية  ( أقرأ يا حبابي ياليانوحية-الجثية)
يا وجع الأمة العربية .           
لا انتو حماس وعباس
 فلسطين هي القضية

والعجب الآخر يكمن في كون ستيف فارتهايمر نفسه وكل طاقاته وجهاته الرسمية والشعبية وموارده يتعاملون مع وسطنا العربي بمكيالين ، للعِزّة ( النصراوية ) فيعطي من الجمل ذانه ( منطقة صناعية من 14 دونما ) لكنه .. "يعطي" ؟! ،  ومنا المِعزى ( يانوح- جث)  يسلب لنا منطقة صناعية مساحتها 2400 دونم .. ، عجب ولا ما عجب ؟ ، والله إذا كان كَرَم ولا بُدّ فليتفضلوا ويُرجِعوا لنا حقنا على التوفانية ( التيفن) ، وساعتها يا عمي سنُغيّر نظرتنا فيهم .

وأما العجب والذي ما في فوقه عجب .. كيف فاتت هذه المفارقة على الرمزين ، أخونا رامز جرايسي وأخونا الأكبر مسؤولية (سابقا) المهندس شوقي خطيب ؟ ، رغم ما سبق من توجهاتنا المباشرة  لهم ومعرفتهم كامل تفاصيل مراحل مصادرة هذه المنطقة الصناعية منا وما هي الاستحقاقات ومِمن  .

 

الخلاصة


نحن في يانوح-جث وكناس من ابسط ما يكون ، ونقولها بأبسط وأدق وأصدق العبارات ، نبارك من قلبنا وربنا هذا الإنجاز لاخوتنا النصراويين ، وفي نفس الوقت وبنفس الروح نناشدهم ومن هذا المكان وفي هذا الزمان ، زمن فضح كل الممارسات الصهيونية والحكومية بعد مأثرة أسطول الحرية والأبطال الذين شاركوا فيه ، وعلى خلفية يقيننا بحتمية ما سيتبع ذلك  من نتيجة حتمية من رفع الحصار الظالم عن أهلنا الأشاوس المظلومين في غَزَة العِزّة ، ليكونوا هم بشكل خاص وبعد ما تكشف من حقيقة ومتانة علاقتهم مع الجهات التي منحتهم ومنحتنا وانتقصت من حقوقنا ، الوسيلة والآلية لرفع هذا الضيم والظلم والحصار عنا ، غير ذلك نقولها وبصراحة أننا سنعتبرهم ورقة التين التي سيتم استعمالها لتغطية جريمة مصادرة حقنا ، والتغطية على الجريمة والمجرمين .
 قال الرفيق هو تشيه مين : " ليس من العار أن يدخل الغزاة اللصوص إلى بيتك ، العار كل العار ان يخرجوا أحياء " ، ومثلنا الشعبي يقول " مئة يوم كَدَر ولا يوم تحت الحجر " ، ممكن أن يسبب  كلامي هذا أكثر من مئة يوم كَدَر ولكن ممنوع الإسهام في توحيل ( من وحل) وضع يانوح-جث أكثر أو الإسهام ولو بإشارة في مجهود إجهاض مشروعنا النضالي الوطني لإرجاع تيفنا لنا أو تثبيت لا سمح الله وضعها ووضعنا تحت حجر رأس المال ، أو أن يقصروا أو لا يسهموا في معركة شرف إخراج اللصوص من أرضنا .
 وللحكومة وصاحب رأس المال نقول ، ما دام وافقتم على البدء في تحقيق بعض مطالبنا ، لن يفيدكم الهروب من الاستحقاق تجاه مطلبنا العادل في يانوح-جث مقابل دفع استحقاق واجبكم عمله لناصرتنا الأبية ، وهذا الحق لأهلنا في الناصرة لم ولن يقبلوا هم أن يكون على حسابنا ولا حساب غيرنا .. ولا تحويله لورقة تين لتغطية الجريمة تجاهنا ، لذلك عودوا إلى جادة الصواب واعملوا المفروض عمله ، أرجعوا رئيسنا المنتخب إلى قيادة مسيرتنا ، وأوقِفوا كل الضغوط والإجراءات المخفية والعلنية التي تمارس عليه وعلينا وتمس  كل فرد في يانوح- جث ، لا بل أعطونا المساواة ولا تتعدوا على حقوقنا والأهم ارجعوا لنا تيفنا . لا تجعلونا نقدس أكثر ما قاله شاعرنا المحبوب احمد فؤاد نجم:
ورتنا الويل


دا الخطوه في عهدك بقت ميل
والضحك بقى نواح وعويل
والكوسه
عارف الكوسه
ممكن اقولك فيها مواويل

 

( يانوح- جث)

الخميس 1/7/2010


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع