بحراسة 1500 شرطي
قوات الدمار تهدم قرية العراقيب في النقب وتشرد اهلها



*سويد: هذه الحكومة تصعد ارهابها ضد اهالي النقب وتشرعن تجاوزات بعشرات آلاف الدونمات لأصحاب المزارع الفردية في النقب

* سويد يستجوب وزير الأمن الداخلي حول مشاركة عشرات الشبان والشابات في عملية الهدم وتشجيعهم لقوات الشرطة الخاصة والتصفيق الحار عند هدم كل بيت

* جرايسي: الوضع الطبيعي، ان يناضل اهالي العراقيب والنقب من اجل المدارس المجهزة والملاعب والمراكز الجماهيرية، لا من اجل ابسط اساسيات الحياة كالماء والكهرباء

*ايمن عودة: شباب النقب مصرون على بناء العراقيب اليوم من جديد

*العطاونة: وحدة صف اهالي النقب وتصعيد نضالهم الجماهيري هو الضمان لمجابهة هذا الخطر

* قوات التدمير تهدم البيوت على محتوياتها

*الجبهة شاركت ميدانيًا وفعليًا في اعادة بناء البيوت المهدمة وتستعد لاستكمال عملها التطوعي

 

 

لنواجِه تهجير العراقيب!

اقترفت دولة اسرائيل امس جريمة بشعة بحق الجماهير العربية كلها. فعندما أرسلت 1300 عنصر بوليسي رافقوا الجرافات التي هدمت بيوت قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب، لم تنحصر حدود جريمتها هناك.
لربما يصعُب تخيّل مشاهد هدم عشرات البيوت عند ساعات الفجر، لو لم يكن المشهد اسرائيليًا. فأية حكومة، (حكومة حقًا وليس وكرًا للفاشيين!) تلك التي تتخذ قرارًا، وتنفذه، بهدم قرية لمواطنين في نطاق حدودها؟ أية مؤسسة دولة هذه التي تبني مستوطنات على ارض محتلة منهوبة من جهة، وتخرّب بيوت العرب الذين يقيمون على أرضهم وأرض آبائهم واجدادهم، من الجهة الأخرى؟
تكاد التعابير تنضب لوصف هذه الوحشية المغطاة بإجراءات وقوانين تفتقر تمامًا لجوهر القانون ومعنى العدالة. وتزداد خطورة المشهد الاجرامي اذا ما وضعناه في سياق حكومة تعجّ بدعاة الترانسفير والتهجير للعرب. فما جرى ليس مجرّد هدم بيوت، وإنما ما يشبه تمرينًا لتنفيذ تهجير واقتلاع. ومن هنا التأكيد على انها جريمة عنصرية بحق جماهيرنا العربية كلها.
إن العراقيب وأخواتها "غير المعترف بهنّ" قائمة قبل أن تقوم هذه الدولة التي تزداد سياسة حكامها دموية وفاشية بشكل مضطّرد. وحق هذه القرى بالوجود والتطوّر هو أكبر من أيّ قانون جائر وأية اجراءات رسمية منصوصة بهذا اللؤم او ذاك. ولتسقط القوانين التي وُضعت لهدم بيوتنا!
من هنا، فإن المبدأ الوحيد الذي يجب أن ينطبق على العراقيب هو المبدأ الواضح القاطع الاستراتيجي القائل: تهدمون فنبني، وسنظلّ على أرضنا وفي وطننا. ومهما توحّشت سياسات حكام هذه الدولة فإن الجماهير العربية الموحّدة ستواجهها بمنتهى التحدّي والإصرار.
إن القرار الذي اتخذته لجنة المتابعة العليا بإعادة بناء العراقيب يجب ان ينفّذ بكل حزم. ولتذهب سياسات المؤسسة الاسرائيلية التي تعلن حربًا قذرة على جماهيرنا، الى الجحيم والى مزابل التاريخ.
يدًا بيد سنبني العراقيب من جديد لتبقى على أرض وطنها الذي لا وطن لها، ولنا جميعًا، سواه!

(الاتحاد)  

العراقيب – لمراسلنا الخاص - اقدمت جرافات الهدم السلطوية فجر أمس الثلاثاء على هدم مباني وبيوت أهالي قرية العراقيب في النقب، ترافقها قوات كبيرة من اذرع الشرطة والأمن، والتي بدأت تتجمع في المنطقة منذ الساعات المتأخرة من الليلة قبل الماضية، بأعداد كبيرة، وبدأت باغلاق العديد من الطرق المؤدية الى القرية. وشارك في هذه العملية الاجرامية نحو 1500 شخص ما بين افراد من الشرطة الزرقاء، والوحدات الخاصة، والوحدة الخضراء، وعدد من العمال يتبعون لشركات خاصة لاخلاء البيوت من محتوياتها.
 وقامت قوات القمع السلطوية بتجميع أهالي قرية العراقيب في ساحة المصلى الموجود في مقبرة القرية ثم شرعت بهدم جميع بيوت القرية التي تبلغ نحو 40 بيتا، وقد رافقت عملية الهدم الوحشية إصابة عدد من المتضامنين الذين تواجدوا في المكان، بجراح طفيفة، وتم اعتقال عدد من المتضامنين الذين حاولوا منع الجرافات من هدم البيوت، وتحصنوا في داخلها، لمنع هدمها، لكن ذلك لم يجد نفعًا حيث تمت عملية الهدم وسط أجواء تشبه عمليات الاحتلال العسكرية. وتواجد في القرية في اثناء عملية الهدم قائد شرطة الجنوب يوحنان دانينو وقائد شرطة النقب افشالوم بيلد، والحنان زاكن رئيس قسم البدو في جهاز الشاباك، للاطلاع على سير العملية الاجرامية.
وحضر الى القرية منذ ساعات الصباح الباكر سكرتير الجبهة ايمن عودة وعدد من النشطاء الجبهويين في النقب، والنائب حنا سويد رئيس كتلة الجبهة البرلمانية، للتضامن مع أهالي قرية العراقيب، وتعزيز صمودهم، والوقوف معهم في محنتهم، التي تأتي ضمن الحملة الشرسة التي يتعرض لها أهل النقب، واستشراس هذه الحكومة في تصعيدها.
وقال النائب حنا سويد "ان اهالي العراقيب هم رمز من رموز الصمود في النقب، وأن هذه المحاولة الفاشية لكسر عنفوانهم ودحرهم عن ارضهم لن تزيدهم الا اصرارًا وعزمًا، مؤكدًا ان الخلافات الدائرة بين الأهالي وسلطات الدولة حول ملكية هذه الأراضي لم ينته بهذا البطش السلطوي، الذي هو أشبه بحملة عسكرية، ضد مدنيين ونساء واطفال، وعلى هذه الخطى تنوي حكومة التطرف والعنصرية وضع الحلول لمشاكل أهالي النقب، لكنها من جهة اخرى تسن القوانين التي تشرعن عشرات التجاوزات وتحلل سيطرة بعض الأفراد على آلاف الدونمات، من خلال المزارع الفردية التي تشرعنها.
وأكد سويد، ان هذه الهجمة الشرسة ضد أهالي النقب هي قضية كل الجماهير العربية، وليست قضية النقب وحده، لأن صمود وبقاء أهالي النقب على ارضهم هو جزء من معركة الصمود والبقاء التي تخوضها جماهيرنا الباقية في وطنها. ثم أكد ان الجبهة لن تتوانى في دعم اعادة بناء البيوت المهدمة.
واستجوب النائب سويد وزير الأمن الداخلي حول مشاركة عشرات الشبان والشابات في عملية الهدم وتشجيعهم لقوات الشرطة الخاصة والتصفيق الحار عند هدم كل بيت، الأمر الذي أثار مشاعر اهالي العراقيب. وسأل سويد الوزير عن كيفية وصول هذه المجموعة الى منطقة العراقيب، وما اذا كانوا جزءًا من قوات المساعدة في عملية هدم البيوت. ونوه سويد ان احضار هؤلاء الشابات والشبان ليقفوا ويتفرجوا على الهدم خطير جدا لانه يولد وينمى الكراهية بين الشبان من الطرفين، ويربي على العنهجية والبلطجية وهو سقوط اخلاقي ليس له مثيل، وطالب سويد بمحاسبة المسؤولين عن احضار هؤلاء الشابات والشبان.
وفي ساعات الظهر التأمت لجنة المتابعة العليا في اجتماعها الطارئ الذي عقد بين البيوت المهدمة، وقال السيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة انه لا يمكن السكوت على جرائم هذه الحكومة في النقب، مؤكدًا على ضرورة استنهاض اهالي النقب للدفاع عن ارضهم، في ظل هذه الهجمة الخطرة التي بدأت بالظهور بشكل واضح، مؤكدًا ان هذا هو الأساس المتين لضمان انتصار قضية اهالي النقب. وأكد زيدان ان لجنة المتابعة ستتوجه الى الهيئات الدولية والرسمية من اجل ارغام حكومة اسرائيل على التوصل الى حل عادل يضمن بقاء اهل النقب على ارضهم، ووقف المخططات العنصرية الدموية التي تعد لها الأذرع والجهات المختلفة، والتي قد تأجج الوضع الى ما لا يحمد عقباه.
وقال رامز جرايسي رئيس اللجنة القطرية للرؤساء ان الوضع الطبيعي، ان يناضل اهالي العراقيب والنقب من اجل المدارس المجهزة والملاعب والمراكز الجماهيرية، لكن ما يناضلون من أجله هو ابسط اساسيات الحياة كالماء والكهرباء. وأضاف ان مقبرة العراقيب التي تبرز من خلال شواهدها التي تأوي اجيال تلو اجيال، سكنت هذه الأرض قبل قيام دولة اسرائيل، وكأن هؤولاء الموتى جاؤوا ليدافعوا عن حق الأحياء في ارضهم والبقاء عليها. وأكد جرايسي على ضرورة اتخاذ قرارات عملية لمواجهة هذه الهجمة السلطوية، وعلى رأسها بناء ما هدم.
وقال ايمن عودة سكرتير الجبهة ان الأشهر الأخيرة شهدت اعادة صياغة لتقرير غولدبرغ من جديد، في مكتب رئيس الحكومة، وها هي نتائج الصياغة الجديدة تنهال على اهالي النقب بتصعيد الهجمة الفاشية ضد المواطنين، وحرمانهم من السكن على ارضهم، وهذه هي البداية، حيث نشرت وزارة الداخلية مناقصة للمقاولين لاخلاء قرى كاملة في الجنوب، كما جاء في بنود المناقصة. وأضاف ان ما نشهده في الآونة الأخيرة من تأليب الرأي العام الاسرائيلي ضد أهالي النقب هو خطوة اضافية في هذا المسار، الذي تعد له الحكومة، لتصعيد الهجمة على النقب.
وقال عودة انه من جهة أخرى، فان ادعاءات فرص الحرب على ايران وحزب الله، يجعل اليمين متحمسًا لمعركة يأتي بها بانتصار بائس لجمهور منتخبيه، وعرب النقب في صدارة هذا التفكير المريض. ودعا الى البدء ببناء البيوت المهدمة فورًا.
وقال يوسف العطاونة مركز الجبهة في النقب، ان ما تعرض له اهالي العراقيب امس هو ارهاب دولة، ومجابهة هذا الارهاب المنظم تتطلب وحدة صف وردة فعل منظمة، تظهر مدى وقوف جماهيرنا العربية والقوى الدمقراطية للتصدي والدفاع عن حق اهالي النقب بالعيش على ارضهم. وأكد العطاونة ان هذا الخطر السلطوي قد بدأ اليوم بشكل بارز في العراقيب، وان كل الدلائل تشير الى استمراره، لذلك وحدة صف اهالي النقب وتصديهم هي الضمان الأول لمجابهة هذا الخطر، وناشد جميع القوى الفاعلة في النقب الى الاستعداد وتصعيد النضال الجماهيري من أجل الدفاع عن اراضي النقب، ومنع تشريد اهله وابنائه.
وقررت لجنة المتابعة عدة خطوات اهمها اعادة بناء البيوت المهدمة وتشكيل لجنة خاصة لتنسيق الخطوات التي سيتم تنفيذها قريبًا.

الأربعاء 28/7/2010


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع