ولمن تعتذر هناك
يا راقدا بين الرمش والجفن
بين زغاريد النساء
والشموع النائحات ، ونبيذ الموت
في زجاجتين ،،لوطن ضاع بين ثناياك
وآخر أدماه الشقاء ...
هل صحوت على ايقاع البجع
ورأيت نرجسة الكرمل
على شاطىء حيفا تغسل قدميها
تحمّلك ضوء الفراشة
تقول : يا درويش لا تعتذر !!
لمن تعتذر هناك ؟
لصنوبرة تعانق غيمة ؟
لبرتقالة في يافا أرخت ظلها
على غصن نزفك ؟
صار اليمام هديل الموت يا صديقي
اقترب الحلم من مخاضه
حدّق في طفل الرماد طويلا
واصلب وصيتك الأخيرة
في لقاح الأجنّة ...
ما عادت الشمس تغفو وراء
كنائسك المهجورة ... ولاهواء الجليل
يتكوّر بين يديك
على حدّ السيف جدائل الموت
بتولية قصائد المنافي
والجنازة " رمزية " ، خرافية
كوحشيّة اللغة ، فقدت الهوية
في مساء الصحراء والغياب رمل
تنظر هناك الى الريح
لا تقل أمضي الى الصحراء
وأعود اليها ، لا تقل للغريبة
أن توقظ النايات ...!
هناك يا سيّد الغفوة
يحترفون الرقص على موائد المنام
فاذكر " رقصة البجع الأخيرة "
وسر ... في نومك سر ...
ها قد سقط الحصان يستحم
بماء الورد .. على صدى الكمان
هي آخر قصائد الحلم
فاحمل " حذاء المسيح " ... ليمشي
ولا " تعتذر عمّا فعلت " ... !!
هيام قبلان
الأربعاء 13/8/2008