*وتُؤكد: درويش قيمة أدبية وفنية ووطنية وإنسانية تتجاوز الجغرافيا وترسم التاريخ*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- قام وفد كبير من رؤساء السلطات المحلية العربية، ظهر يوم أمس الثلاثاء، برئاسة المهندس شوقي خطيب رئيس اللجنة القطرية، بتقديم التعازي الى عائلة درويش في جديدة- المكر برحيل الشاعر الكبير محمود درويش.
وألقى الشيخ هاشم عبد الرحمن، رئيس بلدية ام الفحم، كلمة حميمية باسم الوفد، مؤكدا على مدى خسارة شعبنا وأمتنا والانسانية جمعاء برحيل درويش، وداعيا الى الحفاظ على إرثه الابداعي والوطني..
وأكد وفد العزاء، أن رحيل درويش، كفارس للكلمة، لا يعني غيابه عنا، فهو حاضر أبدا كقيمة أدبية وفنية ووطنية وإنسانية تتجاوز الجغرافيا وترسم التاريخ..
من جانب آخر يُشارك، ظهر اليوم الاربعاء، وفد واسع يمثل لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، في جنازة الفقيد الكبير محمود درويش في رام الله، حيث يضم الوفد المشارك العشرات من قيادات الجماهير العربية، من أعضاء كنيست وقيادات احزاب وحركات سياسية ورؤساء سلطات محلية عربية، الى جانب عائلة الفقيد واصدقائه، والمئات من ابناء الجماهير الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب والساحل، وفقا للبرنامج الذي أقرته مُنظمة التحرير الفلسطينية وعائلة الفقيد...
وكانت لجنة المتابعة العليا نَعَتْ، مساء السبت الماضي، رحيل درويش في بيانٍ مُقتضَب هذا نصّه :
تنعى جماهيرنا العربية الفلسطينية داخل وطنها، بجميع فئاتها وتياراتها وأجيالها وأحزابها، وبكل حزن وأسى، وبمرارة الثكلى، فارس الكلمة والشعر والوطن والقضية والجمال والحب والمعنى، الشاعر الكبير محمود درويش.. الذي رحل عنا، وليس منا، مساء السبت 9 آب 2008، عن عمر تجاوز أعداد السنين والأيام التي عاشها.. قضاها في البحث عن معنى الحياة والعدالة والجمال والحضور، وفي مواجهة الموت والظلم والقبح والغياب.
ترجّل فارسُنا وقد حمل قضية شعبه ووطنه الى العالم، أكثر مما حملته هي.. في حضرة الغياب رحل وهو في تجلّ إبداعيّ ووجدانيّ.
وبترجله، تفقد جماهيرنا العربية لفلسطينية في البلاد وخارجها، أحد أبرز رموزها المعاصرين والخالدين.. واختتم البيان بنصٍّ درويشي:
"الوداع هو الصمت الفاصل بين الصوت والصدى"
فوداعا ايها المستحيل الممكن.