وترٌ يُغَرّدُ في شَجَن
* الى روح الشاعر الكبير محمود درويش * عَرَفتكَ يا أخي يا شاعر الآهاتِ والكلماتِ والحبّ المغلّفِ بالحنينِ وبالأنين عرفتكَ شاعر الحقِّ وصوتُ الصّابرينَ المُتعَبينَ النازِفينَ القابضينَ على الحَجَر عرَفتكَ شاعِرالتّجديدِ جنّاتُ القصائدِ سحرُ الأُغنياتِ عُنوانُ التحدّي شاعرُ النَّسَماتِ جَلمودُ الثّباتِ عَرفتكَ أبيضاً كالثلجِ تسبحُ في الأراضي الناعساتِ كزَهرِ الّلوزِ في وطني هنا وهناكَ في أرض الشّتاتِ عرفتكَ شاعر الشُّعراءِ إبنا للوطن كلّ الوطن وَتَرٌ يُغرّد ُفي شَجَن وأراكَ نورا في عيون الأمهاتِ عرفتكَ شاعرا يختالُ في بستاننا الورديّ يزرعُ فيه سنبلةً وورد الأُقحوانِ ونَفحةً من روحِ إنسانٍ يسافرُ حالماً بينَ القُلُوبِ يزيدُها عشقاً لعشبِ الأرضِ للرُمّانِ للزيتونِ لحجارة البِروَه لأترابِ الطفولةِ للأمل للذّكريات عرفتكَ يا درويشُ مذ كنتُ صغيرا كنتَ تأتي حاملاً همّ القضية قد عرَفتكَ ههنا في قريةِ البُقَيعَةِ في قريةِ الشُّعراءِ في أرض الجليل في المهرجانات التي كانت تقامُ بساحة العينِ وتحتَ التوتةِ الخضراء جئتَ وكانت شعبةُ البوليسِ قابعةٌ هنا ووقفتَ تصدَحُ يا أخي بقصيدكَ الرّنانِ في وجهِ الجبانِ المُختفي بين الزوايا المُظلمات وأبَيتَ إلاّ أن تؤشرَ نحوَهُ ( سجّل انا عربي ورقم بطاقتي خمسون الف واطفالي ثمانية وتاسعهم سياتي بعد صيف سجل انا عربي ) فكانت هذه الكلماتُ عنوانيَ والنور الذي أهدى فؤادي لطريق العزّ والمَجدِ وصرتُ أعرفُ عندها معنى الحياة وأخيرا لك منّي يا أمير الشعرِ يا رمز الإباء كل حبٍّ لك الجنّه ولنا صبر العزاء رحلتَ يا محمودُ يا درويشُ عنا بالجَسَد تبقى القصائدُ في قلوب الناسِ تبقى الرّوحُ تبقى الذكريات حنا سمور الخميس 14/8/2008 |