محمودنا يا الله محمودنا



ــ ألو زياد، مرحبا، كيفك؟
ــ أهلاً حبييي محمود، كيفك انت؟ الحمد لله على سلامتك واضح انك تمام؟
ــ زياد، انا متت قبل ساعة بالضبط، انا بحكي معك من بيتي الجديد ... الأبيض والبعيد.
ــ متت؟ شو هالحكي محمود!؟ آه، هلا افهمت، انت بتكتب شكلك جدارية رقم 2، صح ؟ والله كنت انا وغسان متوقعين جدارية جديدة عن بياضك الجديد. محمود، احكيلي: قديش مساحة البياض اللي دخلتها الـمرة هاي؟ أكيد أعمق اشوي من الـمساحة السابقة، صح محمود؟
ــ يا زياد، افهمني، الـمرة هاي البياض هو دخل في روحي، استولى علي كلياً، واضح انه البياض هاي الـمرة راح يكتب جداريته عني. ما في مجال للعودة إلى مقهى فتشي، والسكاكيني، والطيرة، ومطعم الفلاحة. هلا الوضع بختلف يا زياد، انا ميت جداً وبدون مجازات وبدون بلاغة، الطريف في الـموضوع انه الـموت كاين زعلان مني.
ــ زعلان منك؟ كيف وليش؟
ــ لـما كتبت الجدارية، زعل كثير لاني فضحت عالـمه وكشفت رموزه وعوراته وآليات برنامجه وخليت الناس تسخر منه وتعرف شو بنتظرها هناك جزئياً، يعني باختصار لاني ضربت هيبته.
ــ محمود، وين انت هلا؟
ــ بحكيلك في بيت البياض الكبير وبحاول أكتب نص البياض الكامل الصافي؟
ــ طب جسدك وين يا محمود؟.
ــ تركته في مشفى (ميموريال هيرمان) في هيوستن، تكساس، أكرم جنبه وراح ياخدوه لعمان اليوم الـمساء، بكره بكون في رام لله، انت اعرفت وين راح يدفنوا جسدي؟
ــ محمود، انا اصلاً مش مصدق إنك متت، كيف بدي اعرف مكان دفن جسدك؟ محمود، ارجوك احكيلي انها محاولة منك لاختراق حدود البياض مرة اخرى. وانك راجع.
ــ في البداية، كانت بالفعل هيك بس تم اصطيادي بشكل مفاجئ، قلب البياض كان بتربص فيي، وانا بصراحة اتعمقت اشوي باتجاه قلبه، فلفني به بشكل صاعق وهستيري، وسمعته يصيح: واخيراً يا فاضح سري وقعت في قبضتي. الأبله ما بعرف اني كنت بستدرجه انا إلي. عشان يوخذني. عشان اعرفه. وأفهمه.
الـمهم، اسمعني زياد: غسان زقطان ليش مسكر جواله، بحاول احكي معاه من ساعتين؟
ــ هلا بكون نايم، انت عارف غسان نوم القيلولة عنده مقدس. محمود، في شغلة مش فاهمها: انت بتحكيلي انك بتحاول هلا تكتب نص البياض، طب كيف بتكتب بدون جسد؟
ــ صعب أشرحلك يا زياد، هذ جزء من غموض هذا العالـم الغريب اللي هلا صرت من سكانه، انا بقدر اكتب بس ما بعرف كيف، صعب اشرح، كثير صعب. لـما اتمكن من فهم ما يجري راح احكيلك ما تستعجل.
ــ محمود، انا حاسس انك اقتحمت البياض الصافي عشان تكتب ديوان جديد، مختلف كعادتك في مفاجأتنا، صح حبيبي؟
ــ هلا بدأت تفهم يا زياد، أنا ما كنت حابب أحكي، ما دام انت اعرفت انا هلا بحكيلك، نعم، انا بصدد ديوان خارق، غير عادي، اسمه (أغاني البياض)، إذا حكيت لحدا راح ازعل كثير، دير بالك، اوكيه زياد، انا مخليها مفاجأة، للأمة والعالـم ولنفسي، وعلى فكرة غسان وأكرم ونهاد بعرفوا الحكاية كلها.
ــ طب محمود متى راح ترجع؟ وين راح اتكون الامسية القادمة يا صديقي؟
ــ ما راح ارجع زياد، ديواني راح يجيكم نيابة عني، والامسية القادمة راح اتكون اول ما انهي ملفي مع هذا الابيض الـمرتجف.
ــ وين راح تكون الامسية؟ في قاعة قصر الثقافة؟
ــ لا لا، في قاعة قصر الضباب.
ــ قصر الضباب؟؟
ــ آه، بالضبط هناك في أعلى الكون. هلا لازم اروح، سلـم على غسان النائم، في عسل الظهيرة.
ــ وين رايح محمود؟
ــ لوركا وريتسوس عم بنادوني. بالـمناسبة هم كمان استدرجوا الـموت عشان يوخذهم ويدخلوه ويكتبوا تجربتهم الابداعية الجديدة.

 

 باي باي باي.

 

اسمعني بس اشوي محمود محمود محموددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددد

زياد خدَّاش
الخميس 14/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع