تُقبل التعازي في كل القلوب المشرّعة لحب محمود درويش



عندما تعجّ المواقع بخبر واحد ، وتمتلىء الصحف بنعي واحد
عندما تدمع عيون الملايين لسبب واحد وتنفجر القلوب حزناً ، لسبب واحد
عندما تشاهد الجنازة في أكثر من فضائية وترى المذيع لا يقوى على نقل الخبر
عندما تصمت الافواه عجزاً ، عندما يدقّّ جرس الكنيسة حزناً ويرفع في ذات الوقت صوت الآذان
عندما يلفّ رام الله شريط أسود والكل إلى رام الله يشد الرحال ورام اللة حزينة حزينة.. كغير عادتها حزينة ..
وعندما تغلق أبواب القلوب معلنة عدم دخول الفرحة وتعلن الثغور عصيانها عن الابتسام
عندما نكون في أمسية شعرية ولا يكون..
عندما يعلن نبض الحياة التوقف بلا سابق إنذار ...ويدنو الموت ينتزع وهج النهار
عندما نأخذ لرام الله حفنة تراب من تراب البروة لنغطى الجسد المسجى هناك
نتأكد أن الموت لا يرحم لا ولا يُبقى للثورة إلا عنوان
عندما تحن كل قطعة أرض لتأوي جسداً نعلم أنه هو محمود درويش قد مات
لقد قال
نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل
وكأني بقلمي يقول
محمود مات جسداً لا روحاً ما زال بروحه لكل القضية يناضل
شعره باق.. لحن قصائده باقية .. كل شيئ له باق
محمود مات ولم تمت قصائده بنبض روحه تقاتل
فقد حلقّت الطائرة من أمريكا إلى الاردن إلى رام الله و محتواها اليوم مختلف
تحمل جسداً أما الروح فوزعها درويش على كل دراويش الارض الذين نادى باسمهم وغنّى لهم
وهتف باسمهم
عندما تقرأ هذه الكلمات
"للمنفى أسماء كثيرة، ومصائرُ مُدمّرة قد لا ينجو منها إلا بعض الأفراد الذين لا يُشكّلون القاعدة. أما أنا، فقد احتلّني الوطن في المنفى. واحتلّني المنفى في الوطن.. ولم يعودا واضحين في ضباب المعنى. لكني أعرف أني لن أكون فرداً حراً إلا إذا تحرَّرَت بلادي. وعندما تتحرَّر بلادي، لن أخجل من تقديم بعض كلمات الشكر للمنفى"
تتيقن إنّ محمود درويش قائلها
وأخيراً ...
تُقبل التعازي في كل القلوب المشرّعة لحب محمود درويش
عدلة شداد خشيبون
الأحد 17/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع