(مهداة الى روح المرحوم الشاعر الكبير محمود درويش)

يتركنا على قارعة القصائد
ويطير..
يطير لاستدراج العصافير
في الأفق الواسع النضير
عربي مقاتل مرير
في خفّة الفراشة
وكثافة العسل الوفير
في فكرته البيضاء يطير
ورائحة الهواء يكسرها
اليومْ المطير
يلبس ثوب ملاك
من شال الحرير..
يلبس قطن غيمة
يلفّها المُزْن الغضير
ويطير
فوق غابة كُحْلية
فراشها وثير
فوق غيمة بهيّة
كلامها نمير
هذا الموت لا معنى له
عبثٌ وفوضى في الحواس
موعد مع المستحيل..
والسحاب يرتدي
شاعرَنا الجسور..
معنى من معاني الغيوم
الى ما وراء الشيء
الأثير..
بكلامه المتقشّف
كلام له اصداء نور
يُبْعِدنا عن طريق الهاوية
بالشمس.... بالرذاذ
بالربيع الحائر...
ويصيح درويش من عليائه
من سماء سابعة ورديّة
الأزاهير
عودوا الى بيوتكم
وأضيئوا بزيتي
القناديل...

( بيت جن)