يا بلبلا غرّد في سماء فلسطين
يا شادي الألحان
يا شاعر الفن والوطن
يا شاعرا أحيا من العدم
قضية جار عليها الزمن
والناس نيام!!...
أيها الشاعر العربي الملهم
يا شاعر الأمل والألم
شارفت على الموت
ولم تمت...
يا من وقفت على الرصيف
في انتظار القطار الفلسطيني القادم
وطال الانتظار وما أتى!!...
كلماتك أصواتك ألحانك
مشبعة بمشاعر الحب والغضب
حملتها على جناحيك
وطرت بها نحو الأفق...
رفعتها إلى العلا
نشرتها في السماء
حمامة بيضاء
خاطبت الإنسانية جمعاء
علها تستفيق من سباتها العميق
علها تصحو من نومها الثقيل
ويصحو منها الضمير
ولكن هيهات!!...
يا فقيد الأدب والشعر والفن الرفيع
يا فقيد السحر والبلاغة والبيان
ويا شهيد اللغة
يا شاعر الحب والحنين
وان سارت بك الأيام
على درب فلسطين...
يأبى سيزيف
إلا أن نحمل قدرنا
وأن نحمل دمنا على كفنا
وأن نعيد الكرّة
المرة تلو المرة
ونتابع المسير
آمنت بالإنسانية رسالة
وبالسلام رسولا
نثرتها بين الغيوم
وفوق النجوم
كلاما جميلا
وما فهموا لك كلاما
وما أبدوا حراكا
يا من أحيا فينا ميت الآمال
يا من أجاد استعمال الكلام
بديلا لسيوفنا الصدئة
وجيوشنا المهترئة
ولأفكارنا السقيمة
وشعاراتنا العقيمة
بينما كانت صواريخنا "الظافرة"!!
"تجعجع" في فضاء سمائنا
المكشوفة والمكسوفة
تغذينا بالأحلام والأوهام
لتسقط على رمال الصحراء
فتذروها الرياح
لترتد وبالا علينا...
وبينما كانت طائراتنا "الورقية"!!
"تملأ (الجو) حتى ضاق عنا"!!
وحروبنا "العبثية"!!
تلحق بنا الهزيمة تلو الهزيمة
وجحافلنا الجرارة
"تزحف" في كل مرة
من جديد
ورصاصنا "الطائر" يلعلع في الهواء
وقذائفنا الزائفة والزائغة
تلمع من بعيد...
سقطت طائراتنا في الجو
وطاش الرصاص
وطاش الصواب
"وطار الفراش"!!...
فازداد الظالمون ظلما وعدوانا
وتمادى الغاصبون في غيهم
ورقصوا رقصة الشيطان
وعربدوا في مراقصهم
زورا وبهتانا!!...
طاردتهم بالكلام
فقضت مضاجعهم
وأغضبتهم قصائدك
وأوجعتهم كلماتك اللاذعة...
كانت كلماتك أقوى وأقسى
من أسلحة دمارهم "الحاقدة"
ومن أسلحة دمارنا "الفاسدة"
وكانت سهامك الحادة
تخترق ضمائرهم الهامدة
أصابت موطأ الداء منهم
وأصابت مقتلا
وجرحهم لا يزال ينزف دما...
قلبك المتعب توقف عن الخفقان
في منتصف الطريق
وفكرك المجهد عصرته أيامنا السود
وحسك المرهف أرهقته ليالينا
وخلافاتنا والهموم!!...
وبقيت أشعارك المناضلة
وبقيت كلماتك المقاتلة
وحيدة في أرض المعركة
صامدة في مكانها
ولم ترحل ولن ترتحل
وستبقى حية مثلك
في ضمائرنا
وفي ذاكرة الوطن!!...
(شفاعمرو)
إلياس جبور جبور *
الجمعة 5/9/2008