لمملكة الفراش القلبُ غادرنا
وأبقانا على وترٍ
نناجي وَرْدَ مقبرة
ونَحْصِى أَوْجُهِ القمر.
هنا على بكاء بلبل ٍ
يروض الفراش ضوءَ نجم بروة الجليل؛
ينسجُ الدواءَ للجراح
في جناح طفلة بكت
على قمرٍ تناولتْه
من سماءنا ملائكةُ الأبجدية.
تحيكُ العصافيرُ عند المساء الخيام
انتظارا لراثيه ِ
قرب البئار الأجاصية الأنحناء
ألم ننهك عن تقليم
شريان المواويل العروضية
ونسديك اللغات الأبجدية لاجتثاث الفج
من أهداب وهن الأنسجة.
ألم تكفي شرايينَ المجاز
الواثقة زهرٌ دواءٌ
كالذي أورَثْنَهُ الأشجارُ
في حكايا جَدَّةِ الكتَّاب
والماسات في حِبْرِ المؤرخ.
هل استأذنت حرف النون
قبل النوم
تحت المقبض السحري
في أيدي الطبيب البابلي
لماذا حملت القلب
من سهل جدكْ
بشوك الزَرَدْ
ولم تستطع أن تواريه من جنونك.
على حد الوريد رسمت فينا
شوكة الزَرَدَاتِ
توخزنا لتُمْسِي دَقَّةَ اليَقَظَةْ
لملحمة الفلسطيني على وطنٍ
وكنت الزهر في وطنِ العناقيد
التي عشقتْ عصافير الجليل الأبديةِ
كنا كفرخ الطير نقتات
الحروف الهائمة
في لحن إنشاء القصيدة.
يمتطينا المكر في لون المجاز الأبجديِّ
على وردةٍ يقفز ُ المعنى
وفيك الرحيق المُوَثِّقْ
يستضيف الفراشُ الندى في زهرةٍ
والجناحُ السماويُّ الأنيق
يستعيد المهابة
في جروح الحروف الجليلية
يا صاحب الحرف
الذي استدرج المعنى
على ألوان غُضِّ الفراش...
النايُ أَرْغَى حزننا بالندى
بين الهضاب الواقفة
في ظلال الأجنحة المستنزفة
من جراح الملحمة.
ترسُمُ الآياتَ عِطْرا
في دروس الطفلة
الملقاة في شمس الحواجز.
وكنت كمن تبارى
مع ورود شقائق النعمان
في سَبَق ٍ لتدليك التخثر في دم ِ المنفى.
أراك يمامة تعلو إلى وهج النجوم الوامقة
وتحمل حَبَّ قمح ٍ في فمك
وتراقب الأشجار حيث بظلها نامت قوافل نكبة
والموت ينتظر الطفولة
تجوب مدى البراري
والسماء تحاكمُ الماءَ الذي يتقاسمُ العطشى
فتطعمنا من القمح الذي عشق النشيد الملحمي
ندى لقوافل المنفى سكبت حروفك الثكلى
على شجرٍ تهاوى ناحبا قمرا وآبار القرى
فغدت تداوي الجرح في فرح على زهر ٍ
يتوسم اللوز الجميل لعودة ٍ للنجمة المتألقة
في بيت جدك قرب سور البروة
الجديدة –البروة المهجرة – الناصرة
خالد محاميد
الخميس 11/9/2008