مدرسة مار يوسف النصراوية تحيي ذكرى درويش بمهرجان مهيب



*بركة: درويش ليس شاعرا فحسب بل مفكرا متنورا وصاحب موقف *يخلف: شعر درويش مظهرا من مظاهر السيادة الفلسطينية *نفاع: شعر محمود درويش وفكره عابر للقارات واللغات*


أحيت مدرسة مار يوسف الثانوية في الناصرة، يوم الجمعة، الذكرى الأربعين لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، بمهرجان مهيب، حضره مئات الطلبة والهيئتين التدريسية والإدارية للمدرسة، وتولى إدارة المهرجان المربي أليف فرانش.
وافتتح مدير المدرسة، المربي رياض كامل كلمته عن الراحل درويش قائلا، "أيها الخجول من دمع أمه أهلا بك في ضيعة مار يوسف، أهلا بك مهجرا في حياتك، ومهجرا في غيابك.
وحيّا النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته الهيئة التدريسية والإدارية لمدرسة مار يوسف على المبادرة لمهرجان تأبيني للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وقال بركة، عندما ننتج مثل هذه النشاطات إحياء لذكرى درويش، فهذا يكون من أجلكم ومن أجلنا، لأن درويش ليس بحاجة إلى كلامنا، بل نحن الذين بحاجة إلى كلامه، ومن أجل أن نقبض على الكلمة وعلى اللغة والموقف الذي ورّثه درويش لنا.
وتابع بركة قائلا، إن درويش ليس شاعرا فحسب، بل هو مُفكر وصاحب موقف، وعندما نتحدث عن شعره، يجب أن نتابع مواقفه، لأنه كان من رواد التنور في العالم العربي، وترك لنا مخزونا شعريا ونثريا.
ودعا بركة الطلاب إلى أن يقرأوا شعر محمود درويش، ليغتنوا من إرثه الأدبي من مواقفه الوطنية، في مراحلها، مشددا على ضرورة قراءة الموقف السياسي المتميز لشاعرنا الرحل.
وقال الأديب الفلسطيني يحيى يخلف، إن مشروع محمود درويش الشعري، كان مشروعا جماليا ملحميا إنسانيا متميزا عن غيره، وهو لم يكن أهم شاعر فلسطيني أو عربي فحسب، بل كان من أهم خمسة شعراء في العالم.
وتابع يخلف قائلا، إن شعر محمود درويش كان مظهرا من مظاهر السيادة الفلسطينية، فهناك العلم الفلسطيني والنشيد الفلسطيني، وجواز السفر الفلسطيني وشعر محمود درويش، وأشار إلى دور درويش في صياغة الخطاب الفلسطيني الرسمي، وخاصة وثيقة الاستقلال التي اعلنت في الجزائر في العام 1988، كما أنه وقف من وراء عبارة القائد الفلسطيني ياسر عرفات الشهيرة في الأمم المتحدة: "أحمل غصن الزيتون في يدي والبندقية في يدي الأخرى، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي".

 


وقال الأديب محمد نفاع، السكرتير العام للحزب الشيوعي في كلمته، إن شعر وفكر محمود درويش عابر للقارات واللغات، ونحن نقول إنه لا توجد قوة على الأرض بإمكانها ان تقتلع حق الشعب الفلسطيني، الذي يعتز بانتماء محمود درويش له.
واستذكر نفاع معرفته بالشارع الراحل، التي بدأت في سنوات الخمسين الماضية، في المرحلة الثانوية المدرسية، إذ كانا في نفس المدرسة وكانا طالبين لدى مربي الأجيال الشاعر الوطني الراحل شكيب جهشان.
وأكد نفاع على أن درويش كان صاحب موقف، مناهض للاحتلال، ولكل احتلال في العالم، وخاصة الاحتلال الإسرائيلي المفروض على شعبنا الفلسطيني، وكان مناهضا ومقاوما للاحتلال، في كل مكان، وهذا ما يجب أن يحفز الأجيال على متابعة مواقفه والاغتناء بقراءة شعره وأدبه.
وكانت الكلمة الأخيرة لشقيق الشاعر الراحل، المربي أحمد درويش، الذي شكر القائمين على المهرجان، الهيئة التدريسية وإدارة مدرسة مار يوسف، وحيا الطلاب لتفاعلهم مع هذا المهرجان التأبيني.
وقال المربي أحمد درويش، إنه من أجل قراءة وفهم شعر محمود يجب أن يقرأ الطالب دواوينه بحسب الترتيب التاريخي لصدورها، من الديوان الأول، أوراق الزيتون، ثم عاشق من فلسطين، وهكذا.هذا وكان قد حضر المهرجان، مدير مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة المربي فيصل طه، والشاعر مفلح طبعوني والكاتب عصام خوري، وعدد من راهبات ومسؤولي مدرسة مار يوسف.
كما تخللت المهرجان عدة فقراء فنية، من عزف وأغني ودبكة وقراءات شعرية.

الأحد 28/9/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع