اوباما يحاول التهرب من أكثر القضايا مركزية!



استمعنا عصر امس الاول الجمعة، إلى تصريحات نقلها مقربون من المرشح لرئاسة الولايات المتحدة، براك أوباما، التي تقول إنّ أوباما لن يعطي، في حال توليه الرئاسة، أولوية لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وذلك لأن "لا قيادة فلسطينية تستطيع القيام بخطوات من أجل المصالحة"، حسب قول هذه المصادر.
ولعل الخيبة كانت من نصيب مَن بنى الامال الكبار بان اوباما سيخلص البشرية من جرائم حكم طغمة المحافظين الجدد بقيادة الرئيس جورج دبليو بوش، سينقذ شعوب وبلدان افغانستان والعراق وفلسطين المحتلة من الانياب المفترسة للمحتلين الامريكيين وحلفائهم الاسرائيليين. لقد نصحنا المنهرقين والمهروقين من ذوي البصلات المحروقة ابان المنافسة على مرشح الرئاسة، نصحناهم بالتروي وعدم الاستعجال في تقييم اوباما وسياسته الخارجية المرتقبة. اننا نتفهم انهراق الفريق المتعلق بحبال الهواء وبقشة الانقاذ، خاصة على ضوء الجرائم الرذيلة المخضبة بدماء الضحايا من الشعوب المغلوبة على امرها والتي ترتكبها ادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم برئاسة بوش. فسقوط الحزب الجمهوري والمحافظين الجدد في الانتخابات الرئاسة البرلمانية المرتقبة في شهر تشرين الثاني المقبل نعتبره مؤشرا ايجابيا، لأنه لا نعتقد انه يمكن ان يكون أي نظام اسوأ من نظام بوش الارهابي. ولكن مع رغبتنا في سقوط حزب بوش الجمهوري فهذا لا يعني انه يجب المبالغة في تقييم الحسنات المرتقبة في حالة نجاح براك اوباما برئاسة الولايات المتحدة الامريكية. اكدنا ابان المعركة التمهيدية للمنافسة على الترشيح ان اوباما لا يغرد خارج السرب الامبريالي، وانه يمثل شريحة من شرائح الطغمة المالية المهيمنة في الولايات المتحدة الامريكية. فالحزب الدمقراطي الذي يمثله اوباما ينشط في مجال الاقتصاد المدني بالاساس، في المؤسسات المالية من بنوك وبورصة وتجارة خارجية وصناعة وزراعة وخدمات مدنية، وذلك بعكس الحزب الجمهوري الناشط اربابه وقادته في مجال النفط والاسلحة، ولهذا فحزب اوباما معني اكثر من الحزب الجمهوري بسيادة مبادئ التعايش السلمي واستقرار الامن العالمي، حيث تخلق ظروف افضل للانتعاش الاقتصادي والتجاري والعلاقات النفعية المتبادلة بين دول العالم.
ولكن رغم هذه الفوارق بين الحزبين فانهما يلتقيان في الموقف الاستراتيجي دفاعا عن المصالح الاستراتيجية للامبريالية الامريكية. ولعل المواقف التي عبر عنها براك اوباما عن وجهة نظره بالنسبة للاوضاع في افغانستان والعراق وفلسطين المحتلة، فانها من حيث المدلول السياسي لا تختلف في جوهرها عن مواقف ادارة بوش- تشيني- رايس، خاصة وأنّه يحمّل المسؤولية كاملة عن استمرار الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، للجانب الفلسطيني، الأضعف، الواقع تحت الاحتلال. كما يحتضن اوباما موقف بوش بالنسبة لرؤية الدولتين كحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، موقف ضبابي عام. إنّ تعليق الآمال على أوباما لا يمكن ان يكون الأمر الصحيح، إلا أنّ تغيير النظام الجمهوري في الولايات المتحدة، حيوي اليوم أكثر من دائمًا.
الأحد 26/10/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع