الخطوة الأولى نحو إحداث اختراق تاريخي



إنّ استطلاعات الرأي التي تشير إلى حصول عضو الكنيست الجبهوي، دوف حنين، على 14%- 22% من أصوات المواطنين في تل أبيب، في المعركة على رئاسة بلدية تل أبيب- يافا، تعتبر وبحق سابقة تاريخية، لها مدلولاتها السياسية.
إنّ إدارة بلدية تل أبيب، وبالإضافة إلى انتهاجها سياسة التمييز بحق المواطنين العرب في تل أبيب ويافا، فقد أدارت ظهرها للفئات المسحوقة داخل المجتمع الإسرائيلي، والحاصل أنّ الفئات الشبابية أخذت بالنزوح عن تل أبيب تحت طائلة ارتفاع أسعار الشقق، وإيجاراتها، وارتفاع تكاليف الحياة عمومًا في المدينة.
إنّ ما يمثله رئيس البلدية الحالي، رون حولدائي، هو رؤية أرباب المال والرأسمالية في تل أبيب، وبالمقابل، فإنّ النموذج الذي يطرحه دوف حنين، وقائمة "مدينتنا جميعًا"، هو نموذج ملكية الجميع للمركز الاقتصادي والثقافي، ومصلحة الأقلية العربية، ومصلحة من هاجروا إلى تل أبيب، ومصلحة السكان عامّةً في بيئة أقل تلويثًا.
إن تزايد التأييد لدوف حنين، وخاصة لدى الأوساط اليسارية في المجتمع الاسرائيلي، وفئة الفنانين والمبدعين، يدل على أنّ هناك حراك اجتماعي سياسي داخل المجتمع الاسرائيلي يتوق وينشد التغيير، فإسرائيل دولة الاحتلال والتمييز، والاستقطاب الفاحش الذي يلقي بظلاله على صعيد تخطيط المدينة والضواحي.
بانتمائه الشيوعي، وبهويته الفكرية السياسية المناهضة للاحتلال وللفاشية وللعنصرية والتمييز، توجّه دوف حنين للناخب، وعرض برنامجه، الذي بات يلاقي تأييدًا ورواجًا بين كافة القطاعات السكانية، وتحديدًا المتضررة من سياسة البلدية الحالية.
إنّ استطلاعات الرأي تؤكّد على ما قلناه دائمًا، بأنّ إمكانيات اختراق المجتمع الاسرائيلي، وتحويله، بالطبع واردة، وهي تتم من خلال النضال المشترك والمثابر والعنيد.
تل أبيب ممكن أن تكون النموذج الحقيقي لما يمكن أن يكون السياسة البديلة للسياسة السائدة في إسرائيل، والمثير في الأمر، هو أنّ قائد هذا التغيير، هو شيوعي، لم ينكر انتماءه، بل أكّده مرارًا وتكرارًا، ليقول بأنّ التغيير يتم فقط بهذه الطريق. ما يجري في تل أبيب هو الخطو الأولى نحو الاختراق التاريخي المطلوب في هذه الدولة.

الاتحاد

الأحد 2/11/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع