في أمسية سياسية هامة تتوج نشاطات قطاع كفر ياسيف التثقيفية
بركة: علينا الالتزام الكامل بالإضراب وإنجاح المسيرة في عرابة



 * نعيم الاشهب : اية تسوية في هذه الظروف لم يكتب لها النجاح لما يعترضها من تعنت إسرائيلي بعدم وقف الاستيطان

* عوفر كسيف: العنصرية المنتهجة ضد العرب التي يتوارثها حكام إسرائيل عن بعضهم البعض*

كفر ياسيف ـ من مفيد مهنا ـ مساء أمس الاول الاثنين طفح سطح نادي الحزب الشيوعي في كفر ياسيف بجمهور كبير تميز بالوجوه الشابة والقامات المخضرمة من أبوسنان وكفرياسيف والجديدة والمكر، رحب بهم عريف الاجتماع د. كميل خوري قائلا ان كل من، نعيم الأشهب وعفر كسيف ومحمد بركة يتوجون هذا المساء سلسلة من المحاضرات التثقيفية قام بها الحزب والجبهة بمناسبة مرور 90 عاما على تأسيس الحزب في البلاد، وهذا اللقاء الهام تزامن ايضا مع الاستعدادات الأخيرة للإضراب العام الذي أقرته لجنة المتابعة العليا على خلفية أحداث أكتوبر 2000.

 

أول المتحدثين كان نعيم الأشهب عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني،  فأشار في كلمته إلى بغض مراحل  النضال مؤكدا ان اية تسوية في هذه الظروف لم يكتب لها النجاح لما يعترضها من تعنت إسرائيلي بعدم وقف الاستيطان. المتواصل الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية واوباما، في نهاية الأمر، ليس أكثر من ظاهرة إعلامية. وبعد تحليله للواقع الفلسطيني الذي يختلف اليوم عن ما كان عليه سنة 67  رغم ما يعانيه الشعب الفلسطيني من انقسام مؤسف الذي افتعلته حماس ولا يستفيد منه في نهاية أمر إلا إسرائيل   تبقى الثوابت الفلسطينية هي مفتاح الحل مشيرا الى معارضة القيادة  الفلسطينية إلى الطرح الإسرائيلي والذي يتخلله بند يهودية الدولة المرفوض جملة وتفصيلا  لخطورته على مجمل القضية الفلسطينية.
  وأشار الأشهب الى ثلاث عوامل يتمسك بها الشعب  الفلسطيني  وهي عدالة قضيته  وتجربة اللجوء وعدم ترك الوطن مهما كلف الأمر اقتداء بمن بقي سنة 48 متشبثا ببيته وأرضه ووطنه من عرب هذه البلاد. منهيا كلامه بالقول ان تقدم العملية السلمية متعلقا بإسرائيل فإذا رضخت لوقف الاستيطان فهذا يعني ان هناك توجها جديدا، اما اذا رفضت ذلك فستكون اية مفاوضات عبثية. وأنهى ابو بشار كلمته الهامة بالتأكيد على صمود الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته .

 

عوفر كسيف المحاضر الجامعي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي فبدأ كلمته بالإشارة إلى ما قاله البروفيسور إلياهو لوفيفتش اثر الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان سنة 1982 بان الجيش والحكومة الإسرائيلية يتصرفون كالنازيين.. وبعد اجتياح غزة وما شهدته من قتل وتدمير، قد تضيف الى قاله لوفيفتش الكثير من تلك الأوصاف. مضيفا  ان العنصرية المنتهجة ضد العرب التي يتوارثها حكام إسرائيل عن بعضهم البعض وتلك القوانين التي تقر في البرلمان ويعطي بعضها الحق بالقتل وأحيانا لسبب تافه وخاصة ضد العرب وغير هذا من نهج  وملاحقة وتفجير في المناطق المحتلة  يعيدنا الى ما بدأ به النازيون سنة 1933 وعلينا كيهود وعرب التصدي لهذا النهج الخطير ومنعه من الوصول الى ما وصلت اليه النازية سنة1941 .
ثم أشار كسيف الى تقرير مبعوث الأمم المتحدة القاضى ريتشارد غولدستون رئيس بعثة تقصى الحقائق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان فى غزة خلال الهجوم على القطاع مؤكدا ان غولدستون يهوديا وحتى صهيونيا. وتقريره بالنسبة لنا ليس جديدا فنحن في الحزب والجبهة تظاهرنا في مختلف الأماكن العربية واليهودية منذ  الأيام الأولى للاجتياح مستنكرين العدوان قائلين بأنها حرب إبادة.  ثم جاء عضو المكتب السياسي على مختلف الأحداث الجارية محللا للسياسة الإسرائيلية مؤكدا أهمية النضال اليهودي العربي.

 

أما النائب محمد بركة فاشاد في بداية كلمته  بالقائد المناضل نعيم الأشهب  وبالرفيق عوفر كسيف فهو من أوائل  من رفض الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة.. هذه المناطق التي ما زالت إسرائيل تنتهك حرمتها وترتكب الجرائم بحق سكانها وتقوم ببناء المستوطنات على أراضي سكانها ويرفضون ايقافة ويتبجحون بالسلام وبأهمية البدء بالمفاوضات.  وحذر بركة من الوقوع في فخ جعل المفاوضات من اجل المفاوضات موضحا بعض بنود قرار التقسيم 181  مشيرا الى القبول بحدود 67 للدولة الفلسطينية الا من الرؤية  لإمكانية إحلال السلام في هذه المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وجاء بركة على الظواهر  والمظاهر السلبية التي تفرض علينا معالجتها وعلينا إن نعيد الاعتبار الى التناقض الأساسي وهو مع السلطة وليس بين عائلات وطوائف وفئات شعبنا. وضرورة خلق وعي حقيقي وليس بالمواعظ ورؤية واضحة المعالم والتمسك بالقيم والنهوض بالتربية والتعليم وتحدي الفقر وغير هذا مما نعاني منه من جراء سياسة حكام هذه البلاد، وعليه فالإضراب الاحتجاجي على سفك دمنا في اكتوبر 2000، يشمل ايضا الاحتجاج على السياسة العنصرية تجاه مجمل عرب هذه البلاد ولهذا وغيره يتطلب الامر الالتزام الكامل بالإضراب وإنجاح المسيرة في عرابة.

الأربعاء 30/9/2009


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع