العراقيب- لمراسل خاص- شهدت نهاية الأسبوع المنصرم تصعيدا واضحا برد الفعل على الجريمة السلطوية بهدم قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب عن بكرة أبيها. فيوم أمس السبت توافد المئات من النشطاء العرب واليهود إلى القرية حيث قاموا بإعادة بناء عدد آخر من المنازل، إلى جانب أعمال الصيانة المختلفة وغرس الأشتال وقد برزت نهار أمس المشاركة الواسعة لكوادر الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إذ كان من بين المشاركين عضو الكنيست د. دوف حنين وسكرتير الجبهة القطرية المحامي أيمن عودة ووفد عن الشبيبة الشيوعية ووفد آخر عن حركة "ترابط".

وكان النائب حنين قد أبدى رضاه من المشاركة الواسعة إذ قال "قصة الأهل في العراقيب تحكي حكاية النضال المشروع والعادل لأهل النقب العرب وحقهم بالعيش الكريم في أرضهم فهذا كل ما يبتغونه وعلينا أن نقف معهم وقفة واحدة من أجل احقاق هذا الحق الأساسي وافشل المخططات الحكومية بترحيلهم." ومن جهته فقد أكد أمجد شبيطة السكرتير العام للشبيبة الشيوعية على الدور الخاص والمميز الذي على الشباب أن يؤدوه لصد هذه المؤامرات وأكد أن الشبيبة يتظل كما كانت دائما على أهبة الاستعداد لخوض كافة النضالات انتصارا للحقوق المشروعة.

*مظاهرة*

وأما نهار أمس الأول الجمعة فقد أقامت لجنة المتابعة مظاهرة قطرية شارك فيها نحو ألف متظاهر واتجهت المظاهرة نحو الشارع الرئيسي وتحدث فيها محمد زيدان رئيس لجنة لمتابعة الذي قال إننا مصرون على البقاء والانتصار، وان اهل النقب كانوا في بلادهم قبل قيام دولة اسرائيل ولا يوجد اي منطق في العالم لترحيلهم، وتحدث سكرتير الجبهة ايمن عودة مؤكدا "اننا موجودون في معركة "عض أصابع" وعلينا أن لا نكون أول من يقول "أخ"، بل علينا التحمل والمواجهة"، وأكد أن النقب مقبل على مرحلة خطيرة حيث ان الحكومة تريد تنفيذ توصيات لجنة غولدبرغ، ولكن المطلوب هو المزيد من الصمود والنضال العربي اليهودي المشترك وبناء استراتيجية واضحة حتى انتزاع الحق في البقاء والتطور، وتحدث غادي الغازي قائلا "إنه كيهودي ديمقراطي لا يمكن ان يكن الولاء للكيرن كييمت ولا لسياسة قلع عرب النقب بل إن ولاءه هو للعيش المشترك ولتحصيل حقوق العرب في الأرض والمسكن والحياة الكريمة". وكان آخر المتحدثين صياح ابو مديغم قائد النضال في العراقيب الذي قال إن أهل العراقيب مصرون على البقاء فوق ثرى وطنهم مهما كلف الأمر، وطالب الفعاليات العربية والديمقراطية إلى مؤازرة نضال أهل العراقيب.

يًشار إلى أن حضور الجبهة هام جدا في نضال أهل العراقيب وهي متواجدة أربع وعشرين ساعة من أجل عدم ترك الأهل أسرى للمرارة والإحباط بل زرع الأمل والإصرار على التصدي، فسكرتير الجبهة ايمن عودة ينام في القرية منذ يوم الهدم وقد بات معه ومن بين لمتناوبين معه على النوم في القرية حتى الآن الرفاق جبر بصل، ربيع الفاهوم، رسول سعدة وممتاز خطيب من الجبهة الطلابية في جامعة بئر السبع.
هذا وأعدت "الاتحاد" تقريرا خاصا ومفصلا حول الجريمة البشعة والتصدي البطولي لها وسينشر في وقت لاحق.